حيدر المكاشفي

المجلس القيادي ..(شورى شو وديمقراطية مغشوشة)

[JUSTIFY]
المجلس القيادي ..(شورى شو وديمقراطية مغشوشة)

حين يسأل الطفل الغشيم ( أضانك وينا ) في محاولات ذويه الأولى لتعريفه بأعضاء جسمه ،فانه يحني رأسه ويمرر يده اليمنى من فوقه ليضعها على أذنه اليسرى ويقول (ياها دي)، فرغم أنه قد وفق في معرفة الأذن إلا أنه كان يمكن أن يفعل ذلك بأسرع وأقصر الطرق دون أن يتكبد مشقة تلك (اللفة الطويلة)…الأول من أمس أذاع المجلس القيادي للحزب الحاكم قائمة مرشحيه للرئاسة التي تصدرها الرئيس البشير الى جانب أربعة اخرين هم الفريق أول بكري النائب الأول للرئيس والبروفسور غندور مساعد الرئيس ودكتور نافع والأستاذ علي عثمان، (ولهذه الأسماء الأربعة دلالة مهمة سنأتي عليها)،بينما لم تنل ثقة المجلس خمسة شخصيات هي دكتور مصطفى عثمان ومهدي ابراهيم وأحمد ابراهيم الطاهر والدكتور الحاج ادم والدكتور حسبو محمد عبد الرحمن،وعن هؤلاء المستبعدين ليس لنا ما نقوله لمصطفى ومهدي،أما الثلاثة الاخرين (أحمد والحاج وحسبو وثلاثتهم من غرب البلاد) فحسبنا تذكيرهم بالمثل الدارفوري الذي يقول «قرد برقبتو بربطوا من صلبو مالو» ومغزى هذا المثل ومقصده واضح لا يحتاج لكثير اجتهاد أو إفاضة في الشرح والتوضيح، فهو ببساطة يقول مادام أن للقرد رقبة مثل غيره من الحيوانات فلماذا يُربط من خاصرته على غير المعتاد، وهذا التساؤل الاستنكاري لا يهدف إلا لكشف ذلك المانع الذي يحول دون ربط القرد من رقبته مباشرة على طريقة (أمسك لي وأقطع ليك) دون لولوة أو (عمل كليوات للدرب)، والمثل بتساؤله الاستنكاري يصلح أن يضرب لمن يتصدى ويتقدم لفعل شيء وبدلاً من أن يأتيه من أقرب الطرق لكنه للمفارقة يتكبد مشاق السير على ( الجقلو) الذي يقول عنه أهل الغرب (جقلو ولا مشي عرج)،ولهذا كان طبيعيا أن يتعثر هؤلاء الثلاثة في مضمار المنافسة على الرئاسة ويخرجوا من أدوارها الأولى…

الشاهد أن مرشح الحزب الحاكم لرئاسة الحزب ورئاسة الجمهورية،كان معروفا بالاسم والصفة منذ وقت ليس بالقصير الا لمن لا يريد أن يعرف،فكل الشواهد كانت تشير بلا لبس أن لا مرشح للرئاسة غير الرئيس البشير، وللغرابة فان أبرز من أكدوا ذلك هم الأربعة الذين يفترض أنهم منافسوه بحسب قائمة المجلس القيادي الصادرة الأول من أمس،وهم الفريق أول بكري والبروف غندور ود.نافع والأستاذ علي عثمان،فأربعتهم تحفظ لهم الأراشيف تصريحات موثقة في هذا المعنى،فكيف اذن ينافس البشير من لا يرى مرشحا مناسبا للرئاسة غيره،كان الأمر يبدو منطقيا لو أن الرئيس لم يدخل (حلبة) المنافسة ابتداء،أما وقد دخل فقد أصبح أمر اقصاءه عصيا بل هو المستحيل نفسه،واذا كان الأمر كذلك وهو عندي كذلك،فلماذا (يستهبلنا) المجلس القيادي ويعتبرنا مثل الطفل الغشيم باجراء ديمقراطي مغشوش وعملية (شو) في حقيقتها وليست شورى…وتأسيسا على هذه المجريات وحتى لا نبدو وكأننا نقطع برأي يقيني، يمكننا القول أن الفرصة الوحيدة المتاحة أمام أي مرشح اخر غير البشير هي أن يعتذر ويتنازل في اخر الأشواط…

ملحوظة:

نكتب هذا قبل اطلاعنا على ما انتهى اليه اجتماع شورى المؤتمر الوطني والذي تذهب تقديراتنا الى أنه أيضا سيأتي بالبشير مرشحا للرئاسة.

[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي