جمال علي حسن

رأي جهير حول ترشيح البشير

[JUSTIFY]
رأي جهير حول ترشيح البشير

نظرياً هناك منطق لا جدل حوله بأن الوضع المثالي بالنسبة للحزب الحاكم كان يقتضي تقديم أحد البدائل المرشحة في موقع القيادة، لكن عملياً الأمور تختلف.. وإحداث هذا التبديل في ظل تباينات عنيفة وتكتلات جارفة وأورام تنظيمية ومراكز قوى متنافرة داخل مؤسسة الحزب الحاكم الآن سيكون بمثابة الإصرار على إجراء جراحة خطيرة لمريض يرتفع مؤشر قياس الضغط والسكري في نتائج فحوصاته قبل العملية ..

أعتقد أن البشير نفسه يدرك أهمية تقديم البديل، لذلك كان قد أفصح منذ وقت مبكر عن عدم رغبته في تجديد ترشحه في الدورة الانتخابية القادمة، وأعتقد أيضاً أن هناك نسبة من الأصوات التي حصل عليها البشير في اقتراع الشورى تدرك أهمية تقديم البديل، لكنها متيقنة أيضاً من أن تقديم أي بديل آخر حالياً يعني زارعة بذرة معارضة داخل كيان التنظيم، لأن الحزب الحاكم وبرغم تأكيدنا أنه الأفضل تماسكاً بالمقارنة مع غيره من التنظيمات السياسية السودانية الموجودة الآن، لكنه مصاب بأزمات وأمراض داخلية كبيرة بحيث لا يوجد فيه اتفاق كبير على أحد غير الرئيس البشير، وبالتالي فإن معظم أصوات الاقتراع داخل مجلس الشورى اختارت الطريق الآمن و( السيف سايد) بعدم الموافقة على إجراء الجراحة التنظيمية الخطيرة في هذا التوقيت، خاصة وأنه من المحتمل أن تراجع بعض الأحزاب المعارضة الكبيرة موقفها المعلن بمقاطعة الانتخابات وتتحفز للمشاركة لو فشلت جراحة الوطني وتم اختيار بديل للبشير وظهرت بالمقابل علامات تدهور الحالة ..

لا أريد التبرير لمجلس الشورى، لكنني على يقين بأن إجراء تلك الجراحة التنظيمية برغم أهميتها لكن إجراءها الآن كان سيعرض المؤتمر الوطني لمضاعفات مرضية قد تجعله يستقبل الانتخابات وهو مستلق على السرير الأبيض..

مجلس الشورى كانت (روشتته) عدم التوقيع على الموافقة بإجراء الجراحة كونه رمى بصوته الغالب في صندوق المشير عمر حسن أحمد البشير رئيسا للحزب في دورته الجديدة بعدد (٢٦٦) صوتاً من جملة (٣٩٦) عضواً حضروا الاجتماع، وبالتالي يكون البشير رئيساً منتخباً للحزب بعد اعتماد المؤتمر العام للنتيجة والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة.

ليس صحيحاً على الإطلاق أن حزب المؤتمر الوطني قادر على تقديم بديل للبشير، والدليل على ذلك هو التجربة العملية، بل ليس صحيحاً أن الحزب معافى تنظيمياً.. الحزب مأزوم وخيار البشير كان هو المخرج الوحيد له حتى يبدو بكامل قوته وتماسكه ..

هذا على المستوى التنظيمي الداخلي، أما خارج أسوار التنظيم، فإن معظم القوى السياسية وحتى الحركات المسلحة ورغم اختلافها مع النظام الحاكم ومع البشير نفسه، لكنها على الأقل تقر بالموافقة من ناحيتها على أن يكون البشير هو رئيس الفترة الانتقالية في حالة التوافق على قيام فترة انتقالية في أية مرحلة من المراحل، وبالتالي فإن ظهور اسم جديد على رأس الدولة ورأس الحزب قد يعقد هذا الأمر أكثر طالما أن محاولات إجلاس القوى السياسية في مائدة الحوار لا تزال تتجدد وتستمر.. تتعطل اليوم وتتجدد غداً .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي