عبد اللطيف البوني

الاتنين الليلة وين؟


[ALIGN=CENTER]الاتنين الليلة وين؟[/ALIGN] يبدو أن الأحزاب (الكبيرة) المعارضة للحكومة لم تقدر الموقف السياسي تقديراً سليماً عندما أثارت قضية انتهاء شرعية الحكومة في 9 يوليو المنصرم. الأمر المؤكد انها لم تكن ساعية لاسقاط الحكومة ولا اعتقد انهم كانوا يسعون لجس نبض الشارع السياسي ولا لاختبار شعبيتهم لأن هذه يمكن ان تقاس بطرق اخرى. يبدو لي ان الهدف من ذلك التحرك هو معرفة مدى تلاحم العلاقة بين الشريكين وامكانية ايجاد ثغرة للنفاذ منها، فقد بات واضحاً ان أي جهد للمعارضة لإعاقة هذه الحكومة لا سبيل له لاحداث أثر الا باصطحاب الحركة الشعبية لاسيما وان التوتر المتواتر بينها وبين المؤتمر الوطني يغري بذلك العشم.
الحركة من جانبها لا تمانع في التقارب مع الأحزاب المعارضة للاستقواء بها على شريكها صاحب أغلبية الأسهم في الحكم، وتجسد هذا التقارب في لقاءات الحركة الثنائية الظاهر منها والمستتر، وفي فكرة قيام ملتقى جوبا الحزبي الذي قيل انه يضم «17» حزباً والذي وقف منه المؤتمر الوطني موقفاً رافضاً أو على الأقل متحفظاً، فبدلا من ان ينتظر زعماء المعارضة (آخر) هذا اللقاء رأوا عدم تفويت سانحة التاسع من يوليو وانتهاء أجل الشرعية، فكانت النتيجة ان التحرك أصبح وكأنه (دقسة).
عندما وصلت المعارضة اللحم الحي بالنسبة للحركة وهو التشكيك في شرعية الحكومة، لم تتردد الحركة لا بل رفضت الحيلة السياسية بأن عدم الشرعية ينطبق على الخرطوم دون جوبا، فوقفت (ألف احمر) واتجهت الي شريكها معلنة معه شرعية الحكومة وان (البرشها باللبن سيرشانه…….). وهكذا اتضح للشريكين وحدة المركب الذي يبحران به رغم (الملاواة والمجابدة) اللتين تجريان داخل هذا المركب لا بل وتصاعد التقارب في المواقف الجديدة التي أعلنها القائد سلفاكير من انه وحركته مع الوحدة والقول بأن عقبة التعداد يمكن تجاوزها وان اعلان محكمة ابيي يمكن (بلعه) وان الانتخابات ستكون في الموعد (المضروب).
بالطبع لا يمكننا الجزم بأن شهر العسل بين الشريكين الذي أتاحته قضية الشرعية سيستمر طويلاً، فليالي السياسة في السودان ملبدة بغيوم الاختلافات والمعكننات وعدم وحدة الرأي داخل الحزبين الحاكمين ستظل مغرية بإعلان الخلافات، هذااضافة لضعف الثقة المتمكن في نفوس الجميع. ولكن يبدو ان هناك امراً اساسياً اذا ارتضاه الشريكان سيكملان الفترة الانتقالية بسلام لا بل يمكن ان ينسقا للانتخابات القادمة (داخل الغرف المظلمة) كما قال القائد وهو ان يبتعد المؤتمر الوطني عن اللعب في الملعب الجنوبي وتبتعد الحركة عن اللعب في الملعب الشمالي. بعبارة أخرى أن يترك المؤتمر الجنوب للحركة تفعل فيه ماتشاء وتترك الحركة تحالفاتها الشمالية هذا الأمر يبدو انه يسير بالنسبة للمؤتمر لأنه أصلا لا وجود له في الجنوب، كما انه زاهد فيه ولكن بالنسبة للحركة الامر مختلف، ففي الحركة فئة نشطة تراهن على وجودها في الشمال بقدر وجودها في الجنوب، ولكن في نفس الوقت هناك قوة في الحركة لا يستهان بها جنوبية الهوى فقط، حتى في هذا يمكن للمؤتمر ان يقبل بالحركة كملاعب له في ميدان الشمال ولكن شريطة ان تبتعد عن القوى السياسية الشمالية الأخرى عليه بدلا من (اللت والعجن) الجاري الآن فإننا نقترح على الحزبين الحاكمين ان يناقشا هذا الأمر حتى ولو في (الغرف المظلمة) وعلى السادة المهدي والترابي ونقد وبونا ملوال ولام اكول ان يعتمدوا على قوتهم السياسية الذاتية، وكل هذا من أجل مبدأ (اللعب النظيف).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ16/7/2009)
aalbony@yahoo.com