“جريس”.. الربيع الزيمباوي
يقول خبر يومية (إندبندنت) إن السيدة (جريس) عقيلة الرئيس الزمبابوي (روبريت موغابي) البالغة من العمر 49 عاما، تسعى للترشح للرئاسة لخلافة زوجها البالغ من العمر 90 عاما الذي يحكم بلده منذ استقلاله في العام 1980م. وكانت (جريس) أعلنت أنها قبلت ترشيح جناح المرأة بالحزب الحاكم (زانو) لها لقيادة البلاد في المرحلة ما أثار اتهامات بأن زوجها يهدف إلى تأسيس أسرة سياسية.
(جريس) التي تمتلك موهبة خطابية تحض على الكراهية مثل زوجها هددت نائب وزير العدل المعارض لترشحها والذي أحبط من قبل محاولاتها للحصول على مزيد من الأراضي وودائع الذهب، بأنه لن يجد موطئ قدم له في البلاد فيما لو تولت (هي) السلطة.
النيّة بترشيح سكرتيرة موغابي السابقة وزوجته الحالية والتي تعد أحد رموز الفساد في الدولة الأفريقية الغنية (الفقيرة)، أثار غضباً شعبياً عارماً، حين قال أحد معارضي موغابي إنه يخطو بثبات نحو الإطاحة بنفسه، أو إدخال بلدة في دوامة من العنف كما حدث لمصر مبارك وسوريا الأسد، حين نزوعهما للتوريث.
ويتوقع مراقبون هبَّة شعبية عارمة حال تحقق رغبة الرئيس العجوز بتسكين زوجته الشابة مكانه، ويخشون من حرب أهلية مدمرة، خاصة وأن السيدة (موغابي) محمية بـ(لوبي) قوي من المقربين لزوجها يشكلون العمود الفقري لحزب (زانو) الحاكم، ويعد كثيرون هذه المجموعة بأنها تريد لنظام حكم الرجل العجوز أن يستمر في شخص عقيلته حتى يتسنى لهم تأمين واستمراية مصالحهم الشخصة، إذ أنهم يحوزون على (ملفات) فساد خطيرة على المستويين العام والشخصي تتصل بالسيدة (جريس)، الأمر الذي يجعلها رهينة لهم وتحت سيطرتهم فيما لو أصبحت رئيساً.
ومن المعروف أن (جريس) التي كانت تعمل سكرتيرة للرئيس موغابي أنجبت منه ولداً (قبل أن يتزوجا) وبينما كانت زوجته الأولى الغانية (سالي) التي توفيت فيما بعد بداء الفشل الكلوي طريحة الفراش، ولدى (موغابي وجريس) الآن ثلاثة أبناء، بينما لدى جريس وحدها ابن آخر من ضابط متقاعد بالقوات المسلحة (زوجها السابق).
وبعد زواجها من (موغابي) باتت في بؤرة الضوء، يحكي الجميع عن رحلاتها المترفة ومزاجها الناري واستيلائها على مساحات شاسعة من الأراضي بموجب القانون المثير للجدل حول الإصلاح الزراعي الذي سنه زوجها شخصياً.
زيمبابوي بلد غني بالموارد إلاّ أن 75 بالمائة من سكانه البالغ عددهم (13 مليوناً) يعانون فقراً مدقعاً ونسبة مماثلة من المدارس متوقفة عن العمل بسبب عجز الحكومة عن سداد رواتب المعلمين، وإن سعر صرف (133 دولاراً أميركياً) يعادل 4 ملايين دولار زيمبابوي. ورغم كل ذلك يريد موغابي الذي أحال البلاد الغنية جحيماً لا يطاق أن يأتي بـ (جريس) بكل سيرتها النتنة إلى سدة الحكم!!
(عالم ثالث بحق وحقيقية)
[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمانالحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي