زهير السراج

أبيى .. الجنة والنار


[ALIGN=CENTER]أبيى.. الجنة والنار !! [/ALIGN]

* فى تمام الساعة العاشرة صباحا بتوقيت قرينتش من يوم الاربعاء القادم، الثانى والعشرين من شهر يوليو الجارى، عام 2009، تصدر محكمة التحكيم الدولية بلاهاي قرارها حول تبعية منطقة (أبيى) الغنية بالنفط المتنازع عليها بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، إما لشمال السودان أو جنوبه، والذى قد تكون له تبعات خطيرة تتطلب استعدادات مبكرة، سواء من الناحية الأمنية أو الإرشادية بتوعية سكان المنطقة بضرورة تقبل القرار بروح طيبة مهما كان مؤلما للبعض، ما دام قد صدر من محكمة دولية محايدة ارتضى المتنازعون إحالة النزاع إليها وتقبل الحكم الصادر منها !!

* وكان الحزبان اللذان تسبب نزاعهما فى أحداث عنف دامية فى المنطقة التى تقطنها غالبية من قبيلتى المسيرية والدينكا، قد اتفقا على إحالة النزاع فى الثامن من يونيوالعام الماضى (2008 ) الى محكمة التحكيم الدولية الدائمة، لتقرر في تبعية المنطقة !!

* وألغيا بذلك جزءا مهما من إتفاقية السلام الموقعة بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، والمضمنة فى دستور السودان الانتقالى لعام 2005، يعطى هذا الحق (تحديد تبعية المنطقة) الى سكان المنطقة بالتصويت فى إستفتاء منفصل يتزامن مع إستفتاء جنوب السودان فى نهاية عام 2011، على مقترح من شقين؛ إما أن تحتفظ المنطقة بوضعها الادارى فى الشمال، أو تكون جزءا من جنوب السودان.

* كما ألغيا ما نصت عليه الاتفاقية بأن تمنح المنطقة وضعا إداريا خاصا تحت إشراف رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية يكون فيه سكان (أبيى) مواطنين فى كل من جنوب كردفان وبحر الغزال، وتقع الاولى ضمن الحدود الجغرافية للشمال، والثانية ضمن الحدود الجغرافية للجنوب!!

* وكان من المفترض إجراء تعديلات دستورية تتناسب مع إحالة (ملف أبيي) الى المحكمة الدولية وإلغاء التفويض الممنوح لسكان (أبيي) فى تقرير مصيرها عبر الاستفتاء، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث ، ويتحتم الآن الاستعداد لإجراء تعديلات دستورية تتناسب مع الوضع الجديد للمنطقة بعد صدور قرار المحكمة، حتى لا يتعارض مع الدستور وتصبح مشكلة أخرى !!

* ولكن يبقى الشئ الأهم والذى يجب أن يعطى أولوية مطلقة هو قبول الطرفين بكل رحابة صدر لقرار المحكمة، والعمل الجاد منذ الآن لتهيئة السكان لتقبل أي قرار يصدر مهما كان مؤلما وقاسيا للبعض، وانتهاج الحكمة من الفائز أو الخاسر في التعامل مع أي تجاوزات تحدث، حماية لأرواح وسلامة المواطنين، فروح أي إنسان وأمنه وسلامته، أغلى من أي شئ آخر في هذه الدنيا !!

* أقل من أسبوع تبقى على صدور قرار المحكمة، وإذا كنا حريصين على السلام والاستقرار في هذا البلد فعلينا جميعا أن نعمل لتهيئة الاجواء السليمة لقبول القرار!!