أطفال السرطان ينتظرون الموت البطيء في غزة
تحدثت إيلاف الى اختصاصيين والى اطفال في مستشفيات غزة مصابين بالسرطان وهم ينتظرون الموت البطىء بسبب الحصار.
المتجوّل في مستشفيات قطاع غزة , يدرك معنى المعاناة الحقيقية التي يشعر بها مريض السرطان فهو ينتظر الموت البطيء ويطالع كل يوم سجلات الوفيات ربما يكون أسمه مدرج في القائمة، فالإغلاق المفروض على قطاع غزة يشكل خطرًا كبيرًا على حياة الفلسطينيين وحقهم في الحصول على العلاج المناسب.
الطفلة شروق الملالحة (4 أعوام) تعاني من سرطان الدم منذ انتهاء الحرب على غزة جراء المواد الكيميائية التي تستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة، وقال عميرة الملالحة والد شروق أنها وبفعل الحصار والأوضاع السيئة في قطاع غزة هناك نقص في الأجهزة اللازمة لعلاج مرضى السرطان لم تستطع شروق أن تأخذ علاجها بشكل منظم وسليم وبالتالي تماثلها بالشفاء، فمنحت تحويلة طبية للعلاج في مستشفى المقاصد وأخذت العلاج الكامل وعادت لغزة لاستكمال علاجها، ويتم الآن علاجها وإعطاؤها الجرعات الكيميائية لمدة ستة أشهر من خلال جهاز يعمل على الكهرباء وتواجه شروق مشكلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ولكن يتم توصيل الجهاز بالمولد الكهربائي لاعتماد عدد من المرضى على الأجهزة .
وأضاف الملالحة أنه كان هناك تواصل بين أطباء بغزة وأطباء في الضفة لمعرفة ما إذا كان هناك أنواع من الأدوية تنقصهم لتزويدهم بها.
أما الطفل وسام الطابوش( 7 أعوام) يعاني من مرض سرطان الدم منذ ثلاثة أعوام قال لنا أنه بصحة جيدة وأنه تماثل بالشفاء وأنه يتعاطى الجرعات الكيميائية بشكل منظم ومستمر .
وأشار لنا بيده على جهاز موصول بالكهرباء قائلا “هذا الجهاز يمدني بالعلاج الكيميائي الذي احتاجه وإذا انقطع التيار الكهربائي يتم توصيل الكهرباء له من خلال مولد الكهرباء”
وقال “سافرت الى مصر مرتين في المرة الأولى عندما أصبت بالمرض لأول مرة تماثلت بالشفاء وعدت إلى غزة مُعافى، وبعد الحرب وبفعل الفسفور الأبيض الذي أطلق على قطاع غزة أثناء الحرب والذي كان يملأ بيتنا بالدخان الأبيض عاد لي المرض من جديد سافرت مرة أخرى لمصر لأبدأ رحلة علاجية جديدة وأخذت العلاج اللازم وعدت لغزة لأن أصبح بإمكان أطباء غزة استكماله بالجرعات الكيميائية ”
أم وسام الطابوش أضافت لما قاله وسام أنه وبفعل نقص المناعة عند وسام في الفترة التي انتشر بها مرض أنفلونزا المكسيك، أصيب وسام بمرض الأنفلونزا وشعرنا بالخوف والقلق عليه لأنه في حالة صحية لا تمكنه من التغلب على المرض ولكن بحمد شفي منه واسترد صحته والآن هو يأخذ الجرعات الكيميائية وبشكل منتظم.
وأشارت إلى المعاناة التي عانوها خلال الفترة الأولى وخاصة بأنه كان من الصعب السفر من غزة بتحويلة ببداية الحصار المفروض على قطاع غزة.
والدة الطفلة ريم الأحمدي 11 عامًا قالت أن ريم تعاني من مرض سرطان الدماغ منذ ستة أشهر، عولجت في أحدى مستشفيات الضفة الغربية لأن هناك أجهزة تحتاجها للعلاج وغير متوفرة في قطاع غزة، وبعد عودتها من الضفة استكملت العلاج بشكل طبيعي، وكُتب لها حقنتين لتكون بذلك أنهت علاجها، أخذت حقنة ولم تأخذ الثانية لعدم توفرها بقطاع غزة قال الدكتور محمد أبو شعبان رئيس قسم السرطان والأورام في مستشفى النصر للأطفال بقطاع غزة أن علاج مرض السرطان يحتاج إلى مجموعة من الأدوية ونقص واحد منها يؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية للطفل.
وذكر بأن العلاج ينقسم إلى ثلاثة أنواع منه علاج جراحي وإشعاعي وكيماوي ويكون لكل طفل جرعة معينة من الدواء لها توقيت زمني محدد وأي خلل بذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على الطفل. ونوه إلى أن العلاج الكيماوي يعطى من خلال مجموعة من الأدوية بنفس الوقت جمعت جرعاتها بناء على دراسة حيث أن تناول الطفل المريض المجموعة بشكل منظم ومتكامل يعطي نتائج جيدة لكن غير ذلك لا .
وأشار قائلاً:” بسبب الحصار والإغلاق كثير ما تعاني المستشفى من نقص بالأدوية مما لا يعطي النتائج المطلوبة للمريض فنعمل على طلب تحويلة للطفل للعلاج خارج قطاع غزة”.
وأوضح د.أبو شعبان أن مريض السرطان يحتاج إلى علاج من خلال استخدام أجهزة التنفس والتدفئة وعملية تحضير العلاج الكيماوي لا يتم تحضيره إلا من خلال الكهرباء للحفاظ على العلاج فقطع التيار الكهربائي يؤثر على حالة الطفل المريض.
ونوه إلى أن الحصار له دور كبير في نقص الأدوية وفقدان أي نوع من أدوية علاج مرض السرطان سيكون لها نتائج عكسية على صحة الطفل، داعياً الله تعالى بأن يكسر الحصار بشكل شامل.
المصدر : ايلاف