جمال علي حسن

الشارة الخضراء في الثواني الأخيرة


[JUSTIFY]
الشارة الخضراء في الثواني الأخيرة

بروفيسور غندور في برنامج (لقاء خاص)، الذي بثته قناة (الشروق) مساء الأحد قال إذا انتهى الحوار إلى تأجيل الانتخابات، فليكن.. أي فليكن التأجيل.

هذا الكلام الذي صرح به بروف غندور هو نفس الحديث الذي بحَّت أصواتنا ونحن نردده في سياق مخطبتنا للقوى السياسية التي تشترط مشاركتها في الحوار بتأجيل الانتخابات.

وقد ظللنا نردد معنى هذا الكلام – كلام غندور – ليس بناءً على إقرار أو معلومة بأن المؤتمر الوطني لديه استعداد بقبول تأجيل الانتخابات في حال حدوث اتفاق داخل الطاولة على هذا الأمر.. لأنها المرة الأولى التي يصرح فيها الوطني بوضوح بأنه إذا تقرر ذلك في الحوار فليكن.. رددناه أكثر من مرة باعتبار أن المنطق يقول به والمنطق يقول إن المؤتمر الوطني ليست مشكلته الكبرى هي تأجيل الموعد من اليوم إلى الغد لكنه يخشى أن يقبل بشروطهم ويؤجل الانتخابات قبل الحوار ثم تدخل المعارضة في حالة تمنع وتدلل بحجة جديدة فيكون موقف المؤتمر الوطني ضعيف وواهن وتبدو صورته وكأنه يستجدي تلك القوى استجداءً.

واقع الحال الآن يقول إن القوى المعارضة غير متحمسة وجادة في التقاط قفاز الحوار بذكاء وروح عملية تجعلها تلتقط القفاز وتشارك في الحوار بهدف الضغط داخل الطاولة لتحقيق كافة المطالب المعقولة والضمانات التي تريدها..

بإمكانهم تحقيق معظم المطالب داخل طاولة الحوار وبإمكانهم التمسك بالنقاط التي يرونها مهمة ثم الضغط في اتجاه تمريرها وستمر لو كانت فعلا ًنقاطا موضوعية وعادلة.

قلنا لهم إن دخولكم ومشاركتكم في الحوار تكسبكم حياد الرأي العام تجاهكم كقوى معارضة، وهذا الحياد يمكن وعن طريق الطرح الموضوعي والمطالب العادلة داخل الطاولة أن يتحول إلى انحياز وتأييد ومكسب جماهيري وسياسي لتلك القوى، فالمواطن السوداني يتمتع بقدر كبير من الوعي السياسي لذلك يعزف عن التجاوب مع محاولات إحداث الفوضى برغم تحفظاته على تفاصيل كثيرة في ممارسات الجهاز التنفيذي وبرغم تحفظاته على الكثير من السياسات الخاطئة في الدولة.

هو مواطن جاد في حل قضاياه ولكن للأسف القوى المعارضة غير جادة، بكونها تنسحب من المشاركة في الحوار متحججة بممارسات تحدث من النظام الحاكم.. في حين أنه من المفترض أن تكون تلك القوى متوقعة لأي شيء يحدث لها من النظام الحاكم قبل بدء الحوار لأنه هو النظام الذي تعارضه وتتحفظ على سياساته وتريد إحداث التغيير فيه.. لماذا تفاجأ إذاً طالما أنها لم تتوصل معه الى توافق حتى الآن؟.

المحك هو الحوار الحقيقي الذي لا تحاسب بعده الحكومة القوى المعارضة على ما مضى ولا يحدث العكس.. أما التحفظات والمواقف المسبقة التي تحدث من المعارضة تجاه ممارسات الحكومة قبل بدء الحوار وفي مرحلة الفواصل في المواسم بين موسم الإنقاذ الحالية والموسم المنتظر بعد الحوار، فهي خلافات غير موضوعية.. توافقوا على ثوابت ثم تحاسبوا على ضوئها في ما بعد.

عودوا إلى صوابكم وشاركوا في الحوار الذي أضعفتموه بالمقاطعة والانسحاب.. شاركوا فيه وإذا تعذر التوافق بينكم وبين الحكومة على الطاولة فإن هذا الوطن الجريح حينها سيحفظ لكم أجر المحاولة من أجله ومن أجل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي