عبد اللطيف البوني

كديبات وجمعة


[ALIGN=CENTER]كديبات وجمعة [/ALIGN] (1)
قبل أيام وفي معرض ذكرنا لمآثر الراحل المقيم عمنا الحاج مضوي محمد احمد العصامي السياسي كتبنا انه ممن سودنوا التجارة مثلما سودن خريجو كلية غردون التذكارية السياسة والخدمة المدنية، فظهرت في المقال (من سودن) اي بميم واحدة، فإصبح المعنى كأنه وحده هو الذي سودن التجارة وبالطبع هذا الكلام ليس صحيحاً على اطلاقه، فراحلنا من الرعيل الأول للتجار الوطنيين ولكن هناك آخرين كثر قبله ومعاصرين له مثل آل عثمان صالح وآل طلب وآل مالك وآل النفيدي وغيرهم، فقد كانوا رأسمالية وطنية بحق.
(2)
في معرض تعليقنا على نتيجة الشهادة السودانية قلنا انه تجرى الآن عملية فرز اجتماعي في المجتمع السوداني بحيث انه اصبح العلم والجمال والقروش كوم، ومن جانب آخر أصبح الجهل والفلس والشنا كوم، فقال لنا احدهم ان هذا الكلام قاله قبلنا الراحل المقيم ابو آمنة حامد في برنامج ايام لها ايقاع لمقدمه حسين خوجلي (رد الله ألوانه) لذلك ينبغي حفظ الحق له من جانبنا نقول ان ابو آمنة فوق الرأس والعين ولكن نحن كتبنا في هذا الموضوع في العام 1987م في معرض انتقادنا لامتيازات شهادة لندن تلك الحملة التي قادها الدكتور صديق ام بدة (اين هو الآن؟) بينما برنامج ايام لها ايقاع كان في التسعينات كذلك استاذ الأجيال الراحل المقيم احمد الطيب زين العابدين تعرض لذات الموضوع وبصورة اجمل في بابه انفاس المساكين بجريدة «سنابل» الثقافية. فاذاً الواقع السوداني هو الذي كون الفكرة ولكن تبقى الصياغة هي التي يقوم بها الكاتب، فعليه لا فضل لأحد، فالاسهام اسهام جماعي ونحن بحكم السن وقلة التجربة الأقل اسهاما من الذين سبقونا ولايمكن ان ننكر فضلهم علينا والعلم والفكر يقوم دوماً على التراكم ولو أخذ كل انسان ما قاله لما بقي هناك علم كما يقول أحد الحكماء.
(3)
لقد هللنا وكبرنا (وغنينا وفرحنا وأمسينا وصبحنا) لكلام القائد سلفاكير في جبال النوبة عن الوحدة وقوله انهم في الحركة مع الوحدة وسوف يصوتون لها ولكن كما كتب الينا الأخ حسب الرسول الحاج ان سيادته بمجرد رجوعه لجوبا قال كلاماً مغايراً (ورجع لحديثه الانفصالي القديم)، وبالتالي على رأى الاخ حسب الرسول ان الاصل والثابت في تفكير سلفا هو الانفصال انما اوضاع الحركة في جبال النوبة هي التي حتمت قوله ذلك، عليه فان موقفه من الوحدة تكتيكي وعارض، من جانبنا نقول حتى وان كان ذلك كذلك، فعندما يتحدث سيادته عن الوحدة حديثاً ايجابياً لابد من تثمين ذلك االموقف بنية دفعه للامام حتى يصبح موقفاً اصلياً كما انني اطلعت على كلامه الذي قاله في جوبا بعد كلام جنوب كردفان، ففمهت منه ان تأييده للوحدة ينبغي ان لا يلغي عملية الاستفتاء وان من حق اي مواطن في الجنوب ان يمارس حقه ويقول انه لا يريد الوحدة ان كان يرى ذلك.
(4 )
غداً السبت ان شاء الله سوف يلتقي عملاقا الكرة السودانية الهلال والمريخ في لقاء يعتبر الأول من نوعه منذ نشأة الفريقين، اذ ان هذه المرة الاولى التي يلتقيان فيها في منافسة اقليمية أي بطولة الاندية الافريقية لذلك نلحظ الآن بعدم الرضا والخوف الشحن الزائد الذي تقوم به الصحافة الرياضية، فقد صورت الأمر كأنه نهاية الرياضة في السودان وان الانتصار دونه الموت مع ان هذه اول مباراة للفريقين في مجموعتهما بمعنى انه يمكن جداً ان يتأهل الفريقان لدور الاربعة اذا كسبا الفريقين الآخرين، فأستهدوا بالله يا الرياضيين وخلو روحكم رياضية بس ان شاء ما تطلع درون لأن السودان في هذه الحالة سيفقد نقطة.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ17/7/2009)
aalbony@yahoo.com