عبد اللطيف البوني

حبابك ما غريب الدار


[ALIGN=CENTER]حبابك ما غريب الدار [/ALIGN] لاتوجد مقارنة بين التغطية التي صاحبت مخاطبة اوباما للأمة الإسلامية من جامعة القاهرة وبين مخاطبته للقارة الأفريقية من البرلمان الغاني فالمناسبة الأولى حظيت بإهتمام عالمي أكبر بينما الثانية كانت أقرب للتجاهل وهذا يرجع لعدة عوامل فبالنسبة لنا اتضح أن السيطرة الإعلامية العربية اتجهت لعرب آسيا فأهم القنوات العربية لم تعد في افريقيا (ياحليك ياعبد الناصر) ولكن الأهم أن امريكا (ذات نفسها) مهتمة بالعلاقة مع العالم الإسلامي فافريقيا مازالت عندها (في الرف) عليه يحق لنا أن نرسل صوت عتاب لولدنا قائلين( ليه ياود الحسين تعمل كدا وتهمش افريقيا بالشكل دا) وهذه ماخوذة من سجعة هلالية قديمة تقول (ليه ياجكسا تعمل كدا وتبهدل الجماعة بالشكل دا) طبعاً الليلة في ديربي هلالي مريخي إفريقي.
مشكور عمنا (قوقل وابنته اليوتيوب) فقد أتاحا لنا متابعة زيارة اوباما لغانا وقد أدهشتني سعادة الشعب الغاني بهذه الزيارة فقد استقبلوه استقبال الابن العائد (سالم وغانم) وكانوا يهتفون بالشعار الذي خاض به اوباما الإنتخابات(نعم نستطيع) لقد ذكرني ذلك الاستقبال، باستقبال محمد على كلاي في زيارته للسودان في منتصف ثمانينات القرن الماضي فزار المركز الإسلامي الافريقي (جامعة افريقيا العالمية الآن) فقد شهدت بام عيني الطلاب الأفارقة يصرخون (عليييييي) والدموع تنهمر من أعينهم.
بدا لي اوباما في خطابه للعالم الإسلامي إنه يخاطب الشعوب المسلمة ولكن في افريقيا كان يخاطب الحكام، فقد ركز على الحكم الراشد المتمثل في التداول السلمي للسلطة، اي إشاعة الديمقراطية ومحاربة الفساد والعمل على إستدامة التنمية والترفع عن العنصرية لقد كان مهتماً بتشخيص الأدواء الافريقية ووضع الحلول،عزا أحد الأساتذة هذا الأمر لان حكام افريقيا شباب بينما حكام العالم الإسلامي معظهم في خريف العمر ولكن يبدو لي ان مشكلة امريكا في العالم الاسلامي ليست مع الحكام انما مع الشعوب، بينما في افريقيا فان الحكام هم الذين يقودون عملية التغيير سلباً اوإيجاباً ويمكن أن (نبحبح شوية ) ونقول إن نقده للحكام الأفارقة يدخل في باب نقد الذات، لانه يعتبر نفسه حاكماً منتمياً لافريقيا في (بلد طيره عجمي)
يحيرني (ومايتحير الامغير) قول اوباما إن على افريقيا أن تحل كل مشاكلها بنفسها الامشكلتين هما الإرهاب في الصومال والإبادة الجماعية في دارفور( جاب سيرة البحر)فهاتان المشكلتان تحتاجان لجهد دولي، ومصدر الحيرة انه كان يمكن ان يذكر هاتين المشكلتين في خطابه للعالم الإسلامي فالصومال ودارفور نسبة المسلمين بهما مائة المية هل لانه اكتفى بالعموميات في خطابه الأول، بينما دخل في بعض التفاصيل في خطابه الافريقي؟؟ على العموم سيكون المطلوب من الجنرال سكوت غرايشن الموجود بين ظهرانينا الان ان يجيب على هذا السؤال 0 في تقديري انه حتى في هذه لم يخرج اوباما على نهجه المعلن لانه قال ان المشكلتين تحتاجان الى جهد دولي ولم يقل الى عمل امريكي خاص فامريكا عندما تلعب مع الجماعة (بتكون معقولة) لكن المشكلة في لعبها الفردي الذي يرهقها ويرهق العالم معها(افغانستان والعراق) اما مسك الختام في الزيارة فقد كان وقوف اوباما وأسرته في (كيب كوست) التي كانت تسمى قلعة العبيد أيام النخاسة الدولية مع ان اوباما شخصياً لم يتأثر بهذه التجارة اللعينة فوالده قد ذهب لامريكا دارساً ولكنه حتماً ذاق مرارة التفرقة العنصرية.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ18/7/2009)
aalbony@yahoo.com