دبلوماسية الناها و ..( الحظر)
:: لو كان بوزارة الخارجية وكيلاً دبلوماسياً يعي دور السلطة الرابعة ويفهم – و يتفهم – بأن هذه السلطة الرقابية تكمل بقية السلطات بالدولة بما فيها سلطته التنفيذية بحيث يستفيد الوطن والمواطن من تكامل (الأربع سلطات)، لما أصدر توجيهاً بحظر صحيفتنا هذه – ممثلة في زميلتنا سوسن محجوب – عن دخول مباني وزارة الخارجية.. ما كان يجب حظر دخولها، هذا لو كان بالخارجية من يعرفون معنى دولة المؤسسات ويقدسون تكامل أدورها..ولكن للأسف، يبدو أن بالخارجية من لا يعرفون من أصول التعامل الدبلوماسي غير الناها بنت مكناس وزيرة خارجية موريتانيا، ويقدسون جمالها، و يتغزلون فيها بالأشعار لحد المراهقة التي أحرجت الوزيرة و أغضب شعبها ..!!
:: والخبر الذي أغضب وكيل وزارة الخارجية ليصدر قراراً بحظر مندوبة الصحيفة عن دخول مباني الوزراة، فحواه : قنصلية السودان بالإسكدنرية، ويدير أعمالها السفير أيمن زكريا سلامة، والذي نُقل إليها حديثاً من قنصلية السودان بأسوان، وهو من ذوي قربى الناطق الرسمي للخارجية، وبتلك القنصلية – الإسكندرية – شبهة تجاوزات مالية وإدارية تستدعي التحقيق والتحري، ثم المحاسبة في حال ثبوت المخالفات، ولذلك إستدعت وزارة الخارجية القنصل أيمن زكريا س لامة بغرض التحقيق والتحري حول شبهة التجاوزات المالية والإدارية بالقنصلية..هكذا الخبر المؤكد والموثق، ولم تضف عليه الصحيفة والمحررة سوسن حرفاً يُدين الخارجية وقنصلها، بل صياغة الخبر – وما فيها من نص إستدعاء القنصل – تُشير إلى حرص وزارة الخارجية على سلامة الآداء المالي والإداري بالقنصلية ..!!
:: ومع ذلك، أي رغم أن الخبر يحكي واقعة مؤسفة بالإسكندرية ثم يحتفي بنهج متابعة حميدة بالخرطوم، لم يجد عبد الله الأزرق وكيل وزارة الخارجية من كل فنون وعلوم الدبلوماسية وقواعدها ما يتعامل بها مع هذا الخبر الصحفي غير الغضب ثم إصدار قرار منع دخول المحررة سوسن محجوب من دخول الوزارة لحين كشف مصدر الخبر، أو كما يشترط السفير يوسف الكردفاني الناطق الرسمي باسم الخارجية.. فالوكيل، وكذلك الناطق الرسمي، لم – و لن – ينفيا وقائع الحدث، ولو فعلا ذلك لبادرت الصحيفة بالإعتذار وعاقبت محررتها أو لتمادت في التأكيد بنشر الوثائق التي تؤكد مصداقيتها..وكذلك لم يؤكد الوكيل و الناطق الرسمي وقائع الحدث مع المزيد من التوضيح بحيث يطمئن الرأي العام على سلامة التحقيق و عدالة المحاسبة.. فبدلا عن النفي أو التوضيح، لم يجدوا هذا الحظر غير المشروع لحين ( كشف المصدر)..!!
:: وعليه، ما يجب أن يعلمه وكيل الخارجية وكذلك الناطق الرسمي، هو أن نجوم السماء أقرب إليهما من ( كشف المصدر)..فالجهل بنصوص دستور البلد أو تجاهله، وكذلك الجهل بنصوص قانون الصحافة أو تجاهله، هما من يقودان العقل الإداري والدبلوماسي بوزارة الخارجية إلى حيث إشتراط كشف مصدر الخبر لرفع الحظر عن الصحيفة والمحررة..ثم من طرائف هذا (الحظر الأشتر)، فالناطق الرسمي يقترح لرئيس التحرير و المحررة بعقد إجتماع في مكتبه، ثم يتم توثيق وقائع الإجتماع في محضر، ثم يتم تلخيص تقرير من محضر الإجتماع، ثم يتم رفع التقرير للسيد الوكيل، ليطلع عليه ويقرر رفع الحظر عن الصحيفة والمحررة، هذا أو ( دقوا راسكم في الحيطة)، كما قالها نصاً .. ولأن أهل السودان يسمون مثل هذا المقترح ب ( لعب عيال)، فليس للصحيفة وإدارتها وطاقمها التحريري من الوقت ما يهدرونه في ( لعب العيال) أو التغزل في ( الناها بت مكناس).. وعليه، بلا شكر أو عرفان، فلترفع وزارة الخارجية حظرها عن الصحيفة ومحررتها..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]