عبد اللطيف البوني

حاجات تمخول


[ALIGN=CENTER]حاجات تمخول[/ALIGN] ياجماعة الخير نعمل شنو مع الشريكين ديل؟ فما أن نخرج من جدل ومشاكسة الا وأدخلونا في جدل جديد، وكلما خرجنا من هم أدخلونا في هم جديد. قد يقول قائل ناصحاً: (انت مالك ومالهم ما تشوف شغلك؟) لا بل قد يقول آخر متهكماً: (انت الجايب ليك خبر منو؟ انت فاكر نفسك قفة ولا أضان قفة؟)، فمن جانبي أقول لهما: معكما حق لكن نعمل شنو؟ قدرنا أن نكون مهمومين بشئون هذا الوطن الذي ليس لنا من وطن سواه وليس لدينا حسابات مصرفية خارجية ولا شقة في بلدان الجمال، فاذا انهار سقف هذا البلد لا سمح الله، فسيسقط فوق رؤوسنا نحن وليس فوق رؤوس السياسيين أصحاب (البدائل).
الآن (اليوم العلينا دا) نحن في انتظار نتيجة تحكيم ابيي وما يتبع النتيجة ايجابا أو سلبا، وفي نفس الوقت هناك قضايا كثيرة معلقة وهناك تفاهمات مبشرة بين الشريكين ومع ذلك بدأ يتبلور خلاف جديد حول الاستفتاء على تقرير المصير، فالمعروف أن عملية الاقتراع ستكون حصرياً على المواطنين الجنوبيين، لكن لابد ان يتم ذلك بموجب قانون تبتدره مفوضية الانتخابات ويجيزه مجلس الوزراء ثم البرلمان وتوقع عليه رئاسة الجمهورية حتى يصبح ساري المفعول اذن (سيك سيك معلق فيك)، فالشريكان هما اللذان سيطبخان (الشغلانة).
البون الشاسع في تصور الشريكين لمشروع القانون بدا واضحا من مرحلة (السويدي) أي قبل الدخول في المعلب، فالحركة الشعبية وعلى لسان قائدها قالت ان من يحق له التصويت للوحدة او الانفصال من الجنوبيين يجب ان يكون مقيماً بالجنوب – أي – لن تكون هناك مراكز تسجيل أو صناديق اقتراع خارج الجنوب لا في الشمال ولاخارج السودان. المفارقة هنا تكمن في ان الحركة أقامت الدنيا ولم تقعدها في التعداد لأنه في نظرها لم يظهر عدد الجنوبيين في العاصمة كاملاً، فالحركة تريد الجنوبيين في العاصمة الذين قدرتهم بأكثر من مليون كي يحفظوا لها حقها في قسمة الثروة والسلطة وكي تكسب بهم دوائر العاصمة وفي نفس الوقت تحرمهم من ممارسة حقهم في تقرير المصير!!! (دي مش حاجة عجيبة؟).
صاحبنا الآخر لم يقصر في (الحاجات العجيبة)، فالسيد احمد ابراهيم الطاهر قال انهم سيصعبون عملية الانفصال بالقانون سألنا كيف؟ فكانت الاجابة عند السيدة بدرية سليمان التي قالت انه يجب ان يكون عدد الجنوبيين المسجلين للاقتراع خمسة وسبعين في المائة من عدد الجنوبيين في سجل الاحصاء واضافت انه يجب ان يكون المصوتين للانفصال خمسة وسبعين في المائة من العدد المسجل باعتبار ان الوحدة هي الاصل. لقد سمعنا بأغلبية الثلثين في البرلمانات ولكن (يطرشنا) لو كنا سمعنا بها في الاستفتاءات الشعبية ولكن بدرية قالت لنا انه حدث في تيمور الشرقية.
الى الآن يعتبر هذا جدل سياسي ولكنه هو المفضي للقانون المرتقب ولكن (برضو نقول) ان هذه المرحلة تقبل المزاودة والمناقصة بيد اننا مع رأي الاستاذ طه النعمان الذي قال ان الوحدة او الانفصال امر يقرره المثقفون وليس المواطن العادي، فاذا كان الشريكان يؤمنان بوحدة السودان ويصران عليها يمكن ان تكون نتيجة الاستفتاء هي الوحدة لا بل يمكنهما ان ينجزا هذا الامر حتى قبل ان يصل الى القواعد، فالنص على الاقتراع جاء في اتفاقية السلام الشاملة والشريكان يمكنهما ان يعدلاها كيفما أرادا لأنهما الأبوان الشرعيان لها (مافي داعي لحكاية أم وأب ولا مو كدا؟).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ19/7/2009)
aalbony@yahoo.com