جمال علي حسن

كيكة السلطة مُخاطفة ومُكابسة


[JUSTIFY]
كيكة السلطة مُخاطفة ومُكابسة

خلال موسم الزخم التنظيمي الذي مر على المؤتمر الوطني خلال الأيام الماضية بكل اجتماعاته ومؤتمراته ولجانه التنظيمية ونواياه المعلنة حول الإصلاح والتصحيح.. هل قام المؤتمر الوطني خلال هذه الاجتماعات بعملية تشخيص ونقد ذاتي عميق لمعرفة أسباب المرض .

هل انتبهت قيادة المؤتمر الوطني لملاحظة مهمة بأن كل الذين غادروا هذا التنظيم تحولوا منذ أول يوم بعد المغادرة إلى أكبر الناقدين والحانقين والغاضبين واللاعنين للمؤتمر الوطني.. هل انتبه التنظيم الحاكم إلى أخطائه الجسيمة وإلى ضرورة معرفة أسباب الحالة التي يغادر بها المغادرون لبيت التنظيم أفراداً أو مجموعات..؟!

إنهم يغادرون المؤتمر الوطني بشحنة هائلة من الغبينة تجعلهم يفضلون بعده أعدى أعدائهم القدامى على إخوانهم في التنظيم الذي غادروه لتوهم..

إن واحدا من أهم أسباب هذه الحالة تلك المفارقة الكبيرة بين الواقع والمثال.. الواقع الذي يقول إنك إذا أردت أن تعيش داخل مياه هذا التنظيم بفعالية وتقدم سهمك ودورك وتنال تقييمك الحقيقي حسب كسبك فعليك أن تقبل لنفسك بالدخول في المزاحمة المتلهفة على نافذته.. تلك الحالة التي تشابه حالة (المدافرة) في نافذة المخبز أيام أزمة الخبز.

إما أن تشمر ساعدك وتزاحم سائلا الإمارة والوزارة والمنصب بتلك الطريقة القبيحة، طريقة المزاحمة على (صف الرغيف) حتى تتمكن من الفوز بنظر موزعه من خلف النافذة، وإما أن تقف بعيداً معولا على عدالة القائمين على أمر الاختيار ومتمثلاً بالقيم الإسلامية التي تطالع اقتباساتها في كتاب الفكر التنظيمي الذي هجروه منذ وقت طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسأل الإمارة)..

تعتقد أنهم سيعرفون الطريق الصحيح لأنهم من المفترض أهل دين وأصحاب مرجعية إسلامية ويجب أن يكونوا متمثلين بالطريقة الإسلامية الأمثل في اختيار من يولونهم الأمر.. فقد روى مسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال: “قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة” .

أما ما يحدث الآن فليس فقط (تقسيم) كيكة السلطة كما كانوا يصفونها بل (مخاطفة) على تلك الكيكة، وليس مجرد سؤال أو طلب للإمارة أو الوزارة أو المنصب.. بل (مكابسة) على نافذة الإمارة التي صارت تولى من يتقرب إليها ومن يلهث خلفها ومن يدبر ويخطط للوصول إليها بكل الأساليب، والذي هو في الغالب يبحث عنها لتحقيق أغراض ومنافع شخصية. وهذا قول العلماء الذين تحدث بعضهم عن عدم جواز بل تحريم طلب الإمارة في حالة وجود شبهة اللهث خلفها .

المؤتمر الوطني وبإقراره باعتماد طريقة (صف الرغيف) ونافذة السلطة التي يتزاحم عليها طالبو المناصب والراغبون فيها بكل هذا الإلحاح.. تلطخت مرحلة الممارسة في السلطة للحزب الحاكم بأسوأ الاتهامات وأقبح سمعة يمكن أن تتصف بها مجموعة حاكمة حين يقال إنهم فاسدون ولصوص، فلا يكون الكلام بالطبع منطبقاً على الجميع لكن منهج الرأي العام في إطلاق الأوصاف العامة يشابه طريقة العسكريين (الشر يعم والخير يخص)..

فيقال (الكيزان الفاسدين) ويقال (فلان أو علان) بشخصه رجل نزيه.

حزب لا يرى أمامه إلا طالبي المناصب من المتزاحمين على أبوابه وصوالين قياداته والمتمسحين على جدران صالاته من الانتهازيين والمتملقين.. مثل هذا الحزب لا يجب أن يحلم بسمعة طيبة أو براءة من تهمة الفساد وضعف الأداء والفشل في جهازه التنفيذي .

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي