جمال علي حسن

انتظروا.. من يحملون أبوعيسى على الأكتاف

[JUSTIFY]
انتظروا.. من يحملون أبوعيسى على الأكتاف

الحكومة الانتقالية ألا تعني الحكومة المؤقتة.. والحكومة المؤقتة لو كانت حكومة تكنوقراط أو حكومة نخب مختارة من الشخصيات الحزبية ألا تعني الحكومة القومية نفسها ..

مؤقتة وقومية وانتقالية.. الفكرة واحدة والتلويح بهذه العبارات معناه واضح لمن يريد أن يحسن الفهم ..

المعنى أن المؤتمر الوطني ( يبصصكم الامتحان ).. ويمكن أن يوافق على كل هذه المطالب داخل طاولة الحوار..

الترابي قال إن الحوار سيقود إلى تأجيل الانتخابات.. قالها أثناء وجوده وحضوره لجلسة البرلمان ..

نحن مقتنعون بأن المعارضة لو شاركت في الحوار يمكن أن تحقق شرطيها المقدسين ( الانتقالية والتأجيل ).. لكن (البقنع الديك منو؟!).

لو لم يكن لدى الحزب الحاكم استعداد لتحقيق هذه المطالب لما اضطرت قياداته ومن تلقاء نفسها أن تحدثنا عن مقترح أو اتجاه لتشكيل حكومة مؤقتة.. أي انتقالية لإدارة فترة الانتخابات.. لو وافقت الأحزاب على ذلك خلال الحوار.

وأن مدة الحكومة المؤقتة تلك من الممكن أن تكون من ثلاثة إلى ستة أشهر.. يعني لو قال لها الحوار ( وفيكي الخير ) يمكن أن تصل المدة إلى عام أو عامين..

كل هذا الورق المكشوف ( والتبصيص ) الذي يقوم به المؤتمر الوطني لمساحات تجاوبه الممكنة يحدث قبل بدء الحوار..

ماذا تبقى إذن.. التأجيل لوح بإمكانيته غندور.. وتوقعه الترابي… والترابي لا يتورط في هكذا تصريح مالم تكن يده مليئة بما يحفظ له مقام تصريحاته..

وغندور لا يدفع بكرت الاحتمال بقبول التأجيل الذي يقر به الحوار مالم تكن يده مليئة بالثقة في أن القيادة لا تقدس الموعد بهذه الدرجة المتخيلة عند البعض ..

ماذا تبقى للمعارضة من توجسات منطقية بعد الآن.؟ وقد كشف لهم المؤتمر الوطني أوراقه بهذا الوضوح.. ماذا تبقى لهم لملء كراسة الإجابة بعد أن (بصصهم) الوطني بإجابات الحل .؟!!

من يقنع الديك.. ومن يقنع هؤلاء بأن الذي أمامهم بحسب قدراتهم وإمكانيتهم هو خيارهم الوحيد فقط .. ولن ينجحوا في إشعال الثورة التي يتبادلون إنشاد قوافيها.. إطلاقاً.. لأنهم ببساطة غير مؤهلين جماهيرياً واعذروني على هذه الصراحة لكن حتى ولو افترضنا أن ثار الشعب وانتفض وأسقط النظام الحاكم في أي وقت قادم، فإن ثورته تلك لن تكون للمعارضة فيها يد على الإطلاق، بل ستكون ثورته على المعارضة بنفس مقدار ثورته على النظام ..

لن يثور الشعب ليحمل أبوعيسى إلى القصر الجمهوري لأنه لا يعرف أبوعيسى هذا.. ولن يثور الشعب ليحمل أي قيادي آخر من قيادات المعارضة على الأكتف لأنه ليس فيهم ( ارنستو جيفارا ) ولا (نيلسون مانديلا) ولا ( كوامي نكروما) .. ولا من يشابهونهم في النضال الوطني الحقيقي ..

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي