مصطفى أبو العزائم

أصنام في معابد السياسة..!


[JUSTIFY]
أصنام في معابد السياسة..!

نجح الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني في أن يلفت إليه أنظار العامة، قبل أنظار الخاصة، من خلال مواقفه السياسية، وأفعاله وردود أفعاله في ساحات العمل السياسي، خاصة جانب المعارضة.

باختصار نجح الأستاذ إبراهيم الشيخ، وهو رجل أعمال ناجح غلبت عليه شقوته السياسية لكنها لم تخرجه من السوق تماماً حتى وإن جاءته مطالبات ضريبية تفوق المليار كما قال يوم أمس الأول في مؤتمر صحفي عقده للكشف عن ملابسات منعه من السفر، وإعادته من صالات المغادرة وسحب جواز سفره رغم استيفائه لكل الشروط التي تخول له السفر والمغادرة.

نعم.. نجح الأستاذ إبراهيم الشيخ في صناعة بريقه السياسي بقدرات ومواهب تكاد تنعدم لدى كثير من قادة العمل السياسي المعارض في بلادنا، وساعدته الحكومة في صناعة ذلك البريق بالاعتقال تارة، وبإلغاء الندوات والليالي السياسية تارة، ثم بمنعه من السفر تارة ثالثة.

ما علينا.. لكنني وددت الإشارة إلى أهمية ما يقوم به الأستاذ إبراهيم الشيخ الذي أضحى رمزاً معارضاً في «شكل» جديد وصيغة سياسية «حديثة»، أهله لذلك إمكاناته وقدراته وأحواله الاقتصادية ونشاطه في الأسواق، فقد ألغى صورة المعارض أو السياسي الحاكم المتكسب من السياسة، ودخل هذا المجال «بي حقو» لم يستفد من سلطة تضع القلم في يده ليمهر العطاءات، أو يوزع العطايا والمنح للمحاسيب و«جماعة الحزب»، والأقارب والمعارف الذين يقوون مركزه الاجتماعي.

شخصياً لا أتفق مع الأستاذ إبراهيم الشيخ سياسياً، لكن هذا لا يعني أن انتقص من قدره وعطائه وذكائه في استغلال كل الظروف المحيطة به ليصنع من نفسه نجم المستقبل المعارض الجديد.. وقد كان بالغ الذكاء في مؤتمره ذاك وهو يحاول ضرب الحكومة بقرار منعه من السفر، لكنه كان أشد ذكاءً وهو يصفع المعارضة ممثلة في التحالف، عندما طالب بإنشاء وتكوين تحالف جديد للمعارضة، قائلاً بصراحة شديدة يحسده عليها الكثيرون، إن تحالف قوى الإجماع الوطني ليس «صنماً» يعبد لذلك لا بد من بناء تحالف معارض جديد، فالحسابات قطعاً «متحركة» مثل مواقف السياسيين، وصوّب سهام نقده المسمومة لرئيس التحالف الحالي الأستاذ فاروق أبوعيسى، وقال إنه ظل بلا نائب طوال الفترة الماضية رغم أنه بلغ من العمر عتياً ـ أو هكذا قال ـ وطالبه بالتنحي بمبادرة شخصية منه ليفسح المجال لآخرين لتهيئة المناخ لاختيار البديل.

لا نعرف ردة فعل التحالف ولا ردة فعل الأستاذ أبوعيسى على حديث «ود الشيخ» لكن الذي نستطيع أن نؤكد عليه أن بريقاً جديداً أضيف حول رمز حديث للمعارضة، كما نستطيع القول بأن ساحات المعارضة تشهد تراجع أسماء عتيقة وتقليدية في مقابل بروز أسماء جديدة، ويمكننا أن نقول بأن ساحات المعارضة تشهد الآن مولد نجم جديد.. اتفقنا معه.. أو اختلفنا.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]