زهير السراج

في العاشرة صباحاً


[ALIGN=CENTER]في العاشرة صباحاً..![/ALIGN] * اليوم يصدر قرار المحكمة الدولية حول ( أبيى) الذى سيحسم الخلاف حول حدودها الشمالية وهو ما يعتبره البعض ( تقرير مصير) مبكراً للمنطقة التى نص الدستور الانتقالى واتفاقية السلام على تقرير مصيرها وتبعيتها إما للشمال أو للجنوب بواسطة مواطنى المنطقة بالتصويت فى نهاية الفترة الانتقالية !!

* قد يكون فى هذا الحديث بعض الصحة باعتبار أن قرار المحكمة سيدفع بالتصويت الشعبى فى إتجاه معين، وسيعطى الدافع المعنوى للطرف الذى حكمت لصالحه المحكمة للعمل من أجل الانتصار فى معركة التصويت فى نهاية الفترة الانتقالية !!

* غير أن الحسابات بهذه الطريقة ليست دقيقة وتتجاوز الكثير من العناصر المهمة، أولها مدى تقبل المواطنين لهذا القرار، وأثر القرار على استقرار المنطقة، بل على مستقبل اتفاقية السلام نفسها التى ستواجه تحدياً كبيرًا جدًا فى الايام والاسابيع القادمة، ثم موضوع التصويت الشعبى لتحديد مصير المنطقة فى نهاية الفترة الانتقالية، بالاضافة الى الارث التاريخى للمنطقة الذى لا يمكن تجاهله ببساطة بسبب إتفاقيات أو قرارات دولية !!

* تشير الدلائل حتى الان الى إستعداد الاطراف لقبول قرار المحكمة بحكم التصريحات التى صدرت من هنا أو هناك، وإن كانت معظمها تصريحات تفرضها المناصب الرسمية ولا يمكن التأكد فى اللحظات الراهنة من مطابقتها للنوايا ، كما أن المرء يلحظ حذراً شديداً فى تصريحات الجهات الشعبية التى يؤثر عليها القرار، ومن الخطأ الأخذ بها فى بناء تحليل سليم والتكهن بردود الافعال المستقبلية !!

* بعض الكتاب الصحفيين بدأوا منذ تحديد موعد النطق بالقرار فى معارضة مبطنة للقرار باعتبار أنه سيصدر لصالح جهة معينة صدر القرار لصالحها حسبما يقولون، وهى أقوال ضعيفة لا تعدو أن تكون مجرد مزاعم أو تكهنات يريدون بها إبتدار مواقف مستقبلية من منطلقات سياسية بحتة لا علاقة لها بمصالح مواطنى المنطقة الذين يزعمون أن القرار لم يصدر لصالحهم، وهى مواقف قابلة للتغير حسب المعطيات والتغيرات السياسية المستقبلية للجهات التى يدعمونها، وبالتالى فهى لا تستحق الكثير من الاهتمام !!

* إلا أن الذى يجب أن يجد الاهتمام والمعالجة هو بعض التصريحات التى صدرت من بعض القيادات الشعبية فى هذا الطرف أو ذاك والتعامل معها بحكمة بما يصب فى مصلحة الاستقرار والتعايش السلمى والسلام !!

* ليس من المصلحة الآن الحديث بأن إحالة النزاع الى المحكمة بدون الرجوع الى مواطنى المنطقة هو قرارخاطئ واستمرار لنهج خاطئ جر الكثير من المشاكل، فلقد فات أوان هذا الحديث، ولم يعد الآن سوى انتظار قرار المحكمة والتعامل معه بهدوء وحكمة، والعمل الجاد لتجاوز أى عقبات بالاستعانة بالقيادات الشعبية وإشراك المواطنين فى إتخاذ القرار!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،22يوليو، 2009