مكي المغربي

أسئلة جديدة حول إعلان باريس؟!


[JUSTIFY]
أسئلة جديدة حول إعلان باريس؟!

ضاع الزمن في شد وجذب بين الحكومة والمعارضة أو بعض أحزابها وبالتحديد الأمة والإصلاح الآن، وإن كان الثاني قد سلك طريقه في الحوار مجددًا.
هنالك رغبة مستمرة لمعرفة من هو المخطئ ومن هو المتسبب في ضياع الزمن؟َ! بكل أسف هنالك منهج “استباقي” يحدد نتائج الامتحانات قبل وضعها فضلاً عن جلوس الممتحنين وتصحيح أوراقهم.
منهج يؤكد بدون أدنى درجات التقصي والاستفهام أن الحكومة هي الجاني والمعارضة هي الضحية.
دائماً ما أقول … لو ضبط رجل جوار جثة مضرجة بالدماء وهو يحمل سكيناً تقطر دماً يجب محاكمته واعتباره بريئاً في كل مراحل التقاضي حتى يصدر الحكم … إذا كان القاتل المتلبس بهذا الجرم المشهود يجب التحقيق معه ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه كاملة غير منقوصة، وكذلك في كل درجات التقاضي … محكمة موضوع ومحكمة استئناف ومحكمة عليا ومراجعة ودستورية!
هل يجوز أن تكون أحكامنا السياسية … ضربة لازب؟! البشير غلطان والصادق المهدي بريء؟!هكذا بكل تسطيح وسذاجة؟! هل يجوز أن تكون الأحكام ضد الحكومة على طول الخط؟ ولصالح المعارضة على طول الخط؟ ما هي فائدة النقاش والحوار من الأساس؟! هل يا ترى نحن نحكم بين إبليس عليه لعنة الله والملائكة الكرام؟! ومن نحن حتى نحكم بين الملائكة والشياطين؟!
نحن بشر والمختلفون من الحكومة والمعارضة بشر … يجوز فيهم الخطأ والخطيئة والصواب والصواب النسبي والجزئي … ويجوز كل شيء … كما يجوز أن تكون أحكامنا ذاتها خطأ!
حتى في قضية الجرم المشهود … ربما يكون القاتل فعل ذلك دفاعاً عن النفس … وربما فعل ذلك في قضية شرف أو ربما لم يفعل ذلك من الأساس وكان ينازع في القاتل الحقيقي سكينه في شجار ومعركة مفاجئة ولكن القاتل غرسها ومضى وبقي المتهم البريء مذهولاً متسمراً على الجثة ليدخل الآخرون بعد سماع الشجار ويجدون المشهد كما هو … ومن هول المفاجأة وضعف تحمله للمشهد يخرس لسانه ويساق بالأصفاد يتمتم بكلام غير مفهوم؟! لاسيما لو كان القاتل شقيقه؟!
كل شيء وارد … وما أرمي إليه هو ألا ندخل للأحكام الاجتهادية النسبية بنتائج قطعية ومسبقة؟!
وفق هذا يمكن أن نقرأ “إعلان باريس” بطريقة واضحة ودون تعسف … لصالح الصادق أو ضده … وليس عيباً أن يقول المحلل السياسي المستقل … المعارضة مخطئة والحكومة على حق … هل يكذب إرضاء للنخب ودغدغة للرأي العام!
دعونا من هذه المقدمات الفلسفية …. ببساطة عندما قال البروف غندور … “الصادق ذهب إلى باريس بحثاً عن شيء موجود بالخرطوم” ألم يكن محقاً؟! إذا وصل للخرطوم جبريل ومناوي ودخلا في الحوار؟ وإذا وقعت الحركة مع الحكومة في أديس؟! هل سيبقى الصادق في باريس بحثاً عن السلام؟! أو انتظارا لحركات جديدة تدخل في الإعلان خلفاً لمن اختارت الحوار؟!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني