مصطفى أبو العزائم

بلة الغائب.. رحلة بين طيات السنين!!


[JUSTIFY]
بلة الغائب.. رحلة بين طيات السنين!!

وأما «بلة الغائب» فهو (نجم) ولكن بطريقته الخاصة و(منَجِّم) في فهم الكثيرين وقد أثار الحفائظ والنفوس منذ أن لمع نجمه بنبوءاته وتكهناته التي لم تتوقف إلا لإطلاق نبوءة أخرى أكثر إثارة للجدل، وقد واجه الرجل هجوماً عنيفاً على صفحات الصحافة السودانية حول إحدى نبوءاته خلال منافسات كأس العالم الأخيرة، إذ سقطت كل توقعاته تحت أقدام الماكينة الألمانية فسحقتها وجعلتها طحيناً تذروه الرياح!

تنفس السيد بلة الغائب الصعداء عقب انتهاء فعاليات المؤتمر الرابع للمؤتمر الوطني وشوراه، عندما قرر الحزب الحاكم تجديد الولاء لرئيسه المشير عمر حسن أحمد البشير وترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات الرئاسة القادمة في أبريل من العام المقبل 2015م، تنفس بلة الغائب الصعداء وجدد وأكد ما قال به من قبل أن فترة حكم السيد الرئيس البشير للسودان ستمتد الى واحد وثلاثين عاماً وخمسة وعشرين يوماً، وسعت لها الصحافة من جديد لصناعة المزيد من البريق حول الرجل الذي سطع نجمه إبان فترة حكم الرئيس نميري.

(بلة الغائب) أعلن في آخر حوار صحفي أجري معه أن (برج الأحزاب) مغلق ولن ينفتح إلا بعد انتهاء فترة حكم الرئيس البشير، ذلك رأي السيد (بلة الغائب) الذي يزعم أنه يتعامل مع الجن ويقول إنه يوظفهم في أعمال الخير لا الشر، وللدين رأي واضح وصريح حول التنجيم والكهانة، ولكن ترى ما هو رأي الرئيس البشير نفسه..!!؟

أجزم بأن الرئيس البشير لا يؤمن بالنبوءات ولا بالكهانة، حتى وإن زينت له مقبل الأيام، وقد سمعت منه ذلك بأذني- والله على ما أقول شهيد- رغم أن هناك كبراء- لا كبير إلا الله- ووزراء يتعاملون مع أدعياء علم الغيب بل ويسعون وراءهم لابقائهم في مناصبهم أو إبعاد خصومهم عن طريقهم، وقد يستعين الرجل منهم بأهل بيته في ذلك..!!

بعض الرؤساء يستعينون بـ(الشيوخ) و(الكهان) و(المنجمين) بحيث يصبح هؤلاء من المقربين في مجالس الحكم والسلاطين وما قصة (شيخ) القذافي الذي كان يطل كثيراً من خلال شاشات تلفزيون (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية) ببعيدة عن الأذهان، والذي كان يؤكد أن الثورة ضد (القائد) لن تكون لها نتائج سوى المزيد من الدماء وأن (القائد) هو الذي سينتصر، وقد فرّ الشيخ المزعوم ونقل نشاطه الى دمشق لمساندة (الأسد) الصغير، ونقل معه قناته التلفزيونية التي توقفت بعد فترة.

يحكي أحد أركان الثورة المصرية ومحافظ القاهرة الأسبق أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يستعين بالروحانيين في جلسات خاصة، زعم البغدادي أنه شارك في كثير منها، وأن جلسات تحضير الأرواح استمرت الى ما قبل موت عبد الناصر بقليل، وأن الأرواح حذرته من أنور السادات الذي يسعى لأن يكون خليفته- كما قال بذلك الصحفي المصري الكبير الراحل (موسى صبري).

(البغدادي) قال إن عبد الناصر كان يبدو في حالة خطيرة بعد انتهاء الجلسات، وكان يُصاب بحالات ذهول ودوخة وهذيان، لكن ذلك لم يكن يعني أن عبد الناصر كان مشركاً بالله أو ملحداً- كما حاول البعض أن يروج لذلك- بل كان مؤمناً مثل كل شعب مصر وأن تدينه كان تدين الشعب المصري الذي يتعرف الى الله في الشدائد، حيث ذكر عقب هزيمة يونيو 1967م إنما حدث لم يكن إلا غضباً من الله تعالى لابتعاد الناس عن الدين أو كما ذكر مؤلف كتاب (زعماء وعملاء- الخيانة والفساد على فراش الحكام العرب) الأستاذ محمد الباز.

قلة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر، أو عدم الإيمان بأي منها هو المدخل الذي يلجأ منه الضعفاء الى التأسي بالذين يزعمون معرفة الغيب، وأزعم شخصياً أنني التقيت بساحر هندي- ساحر رسمي كان من كبار معاوني الزعيم الليبي وناصحيه، وقد أصبح ذلك الساحر الآن رجلاً نافذاً في بلاده، وعضواً في البرلمان، وثرياً يشار اليه بالبنان، وقد رددت بيني وبين نفسي مثلنا المعروف (رزق الهبل على المجانين) رغم إيماني بأن الرزق كله من الله رب العالمين.. لكن الوسيلة…!
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]