جعفر عباس

الـ«أرابيش» رابِش!!


[JUSTIFY]
الـ«أرابيش» رابِش!!

وقفت في السوبر ماركت، وأنا في طريقي إلى مقر الشركة التي كان مقررا أن أخضع فيها لإنترفيو، لشراء كوك، واكتشفت ان الهاند بريك في سيارتي لا يعمل، كما ان التايرات كانت بحاجة إلى هواء، فغيرت اتجاهي الى أقرب شيشة بترول، ولكنني وجدت فيها لاين سيارات طويل، فتوجهت الى البنشر وأمسكت بالهوز حتى انتفخت الكفرات، وبما انني كنت قريبا من المول فقد قررت ان اشتري لنفسي كرافتة حلوة حتى أكون ستايل في الانترفيو، ولكن السكيوريتي منعني من الدخول وقال ان الدخول للفاميليز فقط فقلت له: هل تحسبني مقطوعا من شجرة وما عندي فاميلي؟ وطلبت مقابلة البوس، (بوس هنا تعني «مدير» boss) فجاءني شاب عابس الوجه يرتدي تي شيرت وقال لي: سافا،.. ففقدت أعصابي وقلت له: سافا أبوك، يا عديم الأدب، فسألني: ليش نيرفاس، فازددت هيجانا وقلت له: انت اللي نيرفاس.. أنا من عائلة محافظة ولا أقبل منك الإهانات، فقال لجماعته كلاما لم أفهم منه سوى «آوت»، فأمسك أحدهم بكولار جاكتتي وسحبني الى الخارج
ثم خرجت الى الكار بارك وأنا في قمة النرفزة، ووجدت هنديا يغسل سيارتي ولم أكن قد طلبت منه ذلك، فقلت له: أنا ما في قول أنت سوي ووش مال كار، فقال لي: ييك مينيت، انا في يشيل سوب، وكار يصير متل نيو.. يصير نمبر وَن، بعدين أنت ياتي أنا تن روبية، فقلت له: نو بروبليم، لأن تن روبية تساوي اقل من ريال واحد، وانتظرت الى ان أكمل غسل السيارة، وأعطيته بدل الريال ريالين، فألقى بهما في وجهي وهو يصيح: انت يريد جنجال؟ فقلت متوسلا: أوكي، انت ما في زالان وأعطيته 25 ريالا، ثم غادرت المول وتوقفت في كشك واشتريت اورانج جوس، لأنني كنت بحاجة إلى مشروب ينعشني وأنا مقبل على إنترفيو
وصلت مقر الشركة وطلبوا مني التوجه إلى إتش آر، للمثول أمام بورد، ودخلت عليهم، وسعدت لأنهم شكروني على إرسال السي في بالدي إتش إل مع سوفت كوبي بالإيميل، ووجهوا لي أسئلة لا علاقة لها بالوظيفة التي كنت أنشدها، ومن بينها هواياتي، وبما أنني بلا هويات أو حتى هوية، قلت لهم إنني أهوى القراءة والاستماع الى الموسيقى، وقال لي تشيرمان البورد إن القراءة لا تعتبر هواية لأنها مجرد «تسالي»، فقلت في سري: الله يسل روحك، وسألني عن آلتي الموسيقية المفضلة ففكرت طويلا وقررت اختيار آلة ليست كثيرة الاستخدام في الموسيقى العربية، حتى لا يزنقوني بالسؤال عنها، وقلت له: الساكسفون، فاكفهر وجهه وقال: عيب يا أستاذ نحن شركة ذات سمعة حسنة ولا يمكن أن نوظف شخصا يجاهر بأنه يهوى «الهلس»، وخمنت أن أبا جهل ذاك حسب الساكسفون ممارسة لا أخلاقية وخرجت من الشركة غير نادم على عدم فوزي بالوظيفة.
وفي طريق عودتي إلى البيت اشتريت طماطم وبطاطا وكاكا وكيوي وتفاحا من تشيلي، وعرجت على الجزار وأخذت منه سمك فيليه، وقال الجزار ان عنده فيل يجنن، فشتمته: يا متخلف.. هل تحسب اننا في إفريقيا نأكل لحم الفيل؟ فقال مبتسما: لا يا استاذ، الفيل veel هو لحم العجل الصغير، فشعرت بالخجل واشتريت منه ستيك فيل، وسألته ان كان الفيل يصلح للباربيكيو فقال: شور!! وعدت الى البيت وبلغ مسمعي صوت أصغر عيالي يصيح: دادي جا.. ونشوف مين فينا الغلطان!! وعرفت انه تشاجر مع أخته حول من يحق له الإمساك بالريموت كونترول، فهو يريد متابعة ماتش في الجزيرة سبورتس وهي تريد متابعة دوكيومنتري في قناة ديسكفري! وكان أكبر أولادي يذاكر دروسه وصاح فيهم: شط أب، فصحت فيه بدوري يا قليل الأدب لماذا تطلب مني أنا ال«أب» أن أشطشط، بينما إخوتك هم من يمارسون الصراخ، فابتسم في وجهي قائلا: تيك إت إيزي، فتكتكتها إيزي بعد يوم حافل بالعربيزي الذي يسميه البعض «أرابيش» وهي لغة هجين وبنت سفاح ومكانها الطبيعي الـ«رابيش».
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]