مكي المغربي

أفِدْنَا يا والي الخرطوم؟!


[JUSTIFY]
أفِدْنَا يا والي الخرطوم؟!

قرأت خبرا عن توقف المخابز بنسبة مرتفعة جدا. وبسرعة البرق انتشر الخبر عبر الواتساب “سيئ الذكر”، وفي لحظة صارت التعليقات على شاكلة.. قالوا في أزمة رهيبة وطاحنة وقالوا “حا تستمر” فترة طويلة، وهذا يعني مظاهرات شبيهة باحتجاجات سبتمبر وموت و..
كل هذا بسبب تصريح من جهة تتحدث باسم أصحاب المخابز وخبر مساحته عمود في “اتنين بوصة”، سبب هذه الموجة من الهلع الواتسابي.
قبلها ليلاً كنتُ في دكان عادي جدا، وما لفت انتباهي أن أكياس الخبز مشرورة في حبل، وقد كان الوقت متأخراً ولم يكن من المتوقع حضور أي زبون بعدي، فقلت لصاحب الدكان “إنت العيش دا لو ما في زول اشتراهو؟ حا توديهو وين؟!”.. قطّب جبينه وجر نفسا طويلا ثم قال لي “الله غالب!”.. إلا كان ناكلوا ولا ننشفوا.. نعمل شنو؟!
لاحقا أخبرني أنهم يحتفظون به في “الفريزر” ويتناولونه عبر أيام، ولكنهم لا يرمونه أبدا، وأن ما يقلقهم ليس هو أكل الخبز البايت.. ولكن المساحة في الفريزر أولى بها البضائع وليس خبزهم الذي يقتاتون عليه.
مع تباشير الصباح كان خبر الواتساب المنقول من إحدى الصحف قد تسيّد الساحة تماما ولكنني شككت في صحته.. معقول يكون الخبز بالليل “باير” وبالصباح معدوم؟!
الخبر إما مفبرك تماما، أو أن المصدر الذي أدلى به لديه مفاوضات متعثرة مع الحكومة ويريد “تسخينها” ورفع سقوفات التفاوض لا أكثر!
بمعنى أن اتحاد المخابز حسب المصدر- لديه أجندة تفاوضية مشروعة، ولكن هذه الأداة المستخدمة عبر الشائعات غير مشروعة تماما.. ولا نستطيع اتهام اتحاد المخابز باستخدام هذه الأداة، ولكننا نحمله مسؤولية محاسبة من استخدم هذه الأداة سواء كان مصدرا مأذونا له التصريح أو غير مأذون له.
لم أهرع للمخبز وكنت أشك في الخبر.. وفي نهاية اليوم “قلبي أكلني” وذهبت لشراء كمية احتياطية لأنني قلت ربما يتسبب هلع الناس في نفاد الدقيق وتظهر أزمة بسبب القلق وليس بسبب توقف غالبية المخابز كما قال “الخبر المضروب”!
وجدت زحاما خفيفا فقلت للبائع.. الزحمة دي طبعا سببها الخبر بتاع الصباح.. فقال لي: زحمة شنو … إنت ما شفت الصباح … صف عديل كدا!
الموضوع لم ينتهِ… هنالك خبر عن بطاقة تموينية يصرف الفرد بموجبها خمسة أرغفة يوميا… هل هذا الخبر صحيح أم مضروب أم هو جس نبض؟! ألا توجد أي حلول بديلة؟!
أَفِدْنَا يا والي الخرطوم أفادكم الله.. والله يكفينا شر المحن والمشاكل!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني