مكي المغربي

في مكتب الدكتور أمين!


[JUSTIFY]
في مكتب الدكتور أمين!

في التخطيط لندوة “ما الذي حدث في جنيف؟” ذهبت لمكتب الدكتور أمين مكي مدني لأنهل من علمه ونصائحه، والندوة اليوم بمقر المنظمة السودانية للحريات الصحفية وسننهل من الدكتور والمشاركين والخبراء أكثر وأكثر… لا سيما وأن الخبير المستقل الجديد قد تم تسميته.

هنالك “مجاعة معلوماتية” حول مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، الكثيرون لا يعلمون ما الذي حدث في جنيف؟ وكيف يعمل المجلس؟ وأين المفوضية السابقة؟! هل تم تسييس المجلس بالكامل؟! من الذي بدأ التسييس؟ الدول الكبرى أم “المساكين”؟!

لماذا لم ينتقل السودان من البند الرابع للعاشر كما هو متوقع؟! وما هو القرار الجديد باعتماد مقرر خاص للعقوبات الآحدية وأثرها على حقوق الإنسان؟ وفي هذه النقطة بالذات ذهبت إلى شريك المنصة في الندوة د. حسين كرشوم فأخرج لي نص القرار … فوجدت في فاتحة القرار… إيران و11 دولة والسودان من ضمنها … قلت لكرشوم … تاني إيران؟!

لقد كانت مجرد مزحة من طرفي … أنا أعلم أن السودان طالما في خط المواجهة مع المجتمع الدولي حليفا لإيران … حتى لو أغلق المراكز وأوقف المد الشيعي ستبقى إيران محتاجة للسودان والسودان محتاج لإيران .. أما القرار المذكور ففيه جهد وشراكة سودانية .. وهذا ما سيخبرنا عنه كرشوم… ونحن في انتظاره!

النقاش مع أمين … سرح في موضوع آخر … في بواكير فترة الديموقراطية الثالثة وبالتحديد في منتصف الفترة الانتقالية سمعنا أن الدكتور أمين مكي مدني سيؤسس ومعه مجموعة من المستنيرين الديموقراطيين حزبا لأبناء البلد الحادبين على مصلحتها دون تعصب أعمى لليسار والعلمانيين ودون تعصب أعمى ضد الإسلاميين.

لقد كان قرار إيقاف تأسيس الحزب من الدكتور أمين والمجموعة الحادبة ذاتها … والدكتور موجود حاليا ويستطيع التعبير عن نفسه وشرح الأسباب بتمهل ولكن ما فهمته من حديثي معه ومع آخرين كانوا قريبين من التجربة أن حالة الإستقطاب الحاد والمحاولات الواضحة والجادة من اختطاف الفكرة لصالح أجندات ومطامح زعامة لبعضهم دفعتهم بالتخلي عن الفكرة في أطوارها المبكرة ..!

وما فهمته أن أمين مكي مدني والمجموعة المؤسسة كانت ابعد ما تكون عن السعي للزعامة وتمرير أجندات الآخرين ولكنها أحست أنها ستؤسس لحزب مأزوم بصراعات داخلية … ولذلك قررت ألا تؤسس لأزمة جديدة وقررت وأد الفكرة ..!

صدق منصور خالد في “النخبة السودانية وإدمان الفشل” وإن كان منصور خالد نفسه يحتاج للكتابة حول فشل تجربته في التأسيس لفكر السودان الجديد فالموضوع انتهى بتقسيم السودان والحريق الكبير في الجنوب الذي كان من المفترض أن يكون نموذجا جاذبا لشماليين ولكنه صار مقبرة كبيرة لمشروع السودان الجديد..!

بعضهم يقول … السبب هو مصرع جون قرنق … وهذا أيضا شاهد على فشل الفكرة أو النخبة التي تقود الفكرة من الجنوبيين والشماليين … هل المشروع مربوط بشخص قرنق مثلما الحزب الجمهوري مربوط بشخص محمود محمد طه … ومثلما الطائفة الختمية مربوطة بأسرة الميرغني وأحفاد الختم تحديدا ..!

وإلى اللقاء ..!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني