عبد اللطيف البوني

ماشة معانا طحنية


[ALIGN=CENTER]ماشة معانا طحنية[/ALIGN] عندما قرر شريكا الحكم في مصفوفة ابيي في يوليو 2008 حمل مشكلة ابيي الى محكمة التحكيم الدولية في لاهاى قلنا (ياجماعة عيب احتفظوا بالغسيل داخل البيت) وعندما توجهت (طائرات السيرة) وهي تحمل السياسيين ومشايخ المسيرية والدينكا والقانونيين والصحافيين قلنا (ياجماعة عيب مافي داعي لشيل الحال ) وعندما علمنا ان هناك اموالا ضخمة سكبت على المحامين وخبراء القانون والاكاديميين العالميين(قلنا ياجماعة عيب مافي داعي لضياع هذه الاموال) لقد تأكد لنا ان المال والجهد اللذين سكبا في الطريق الى لاهاى كان كفيلا بان يبتدر حملة تنمية في ابيي وتجعلها تحفة في (سرة السودان) ولكن كما يقولون ان الامور يجب ان يحكم اليها بمآلاتها. فالحمد الله النهاية كانت سعيدة وبحساب الربح والخسارة يمكننا القول ان (البلد ربحانة) فقرار المحكمة وفر على البلاد دماء واموالا ونزع فتيل ازمة كبيرة والاهم انه فتح الطريق لتجاوز الكثير من المطبات اذا حسنت النوايا.
محكمة التحكيم الدولية الدائمة في قرارها حول ابيي لم تكن مستندة إلى نصوص قانونية محددة بل (لعبت بولتيكيا) لانها اعتمدت في حكمها على ماقدم لها من معلومات ودفوعات ودراسات واستصحبت احوال السودان التي (تبكي الخواجة). لقد لعبت المحكمة بالبيضة والحجر كيف؟ (نرجع لورا شوية )شريكا نيفاشا طلبا من لجنة الخبراء تحديد المنطقة التي تضم عموديات دينكا نقوك التسع التي قرر الحاكم الانجليزي اخذها من بحر الغزال وضمها لكردفان لتقليص الظل الاداري لان الابيض اقرب للمنطقة من واو0الخبراء لم يجدوا اية وثيقة ادارية تمكنهم من تحديد المنطقة، فالطبيعي ان يرجعوا لمن كلفهم ويقولون له انهم عجزوا عن تحديد المنطقة ولكنهم قرروا تحديد المنطقة اعتمادا على الاعراف القبلية المرعية فوضعوا خارطتهم اياها 0 المحكمة لم تجب عن السؤال المقدم لها بنعم او لا بل قالت نعم ولا -اي – لم يتجاوزا وتجاوزوا كيف يامولانا؟ قالت اذا نظرنا للموضوع من زاوية الخطأ والصواب فقد اخطأ الخبراء لانهم لم يتوقفوا عند المطلوب منهم ولكن اذا حكمنا المنطق والمعقولية فقد فعل الخبراء ماينبغي فعله- اي- تحديد المنطقة اعتماد على العرف القبلي، ولكن وفي ذات معيار المعقولية والمنطق فقد كان قرار الخبراء غير متماسك ومتناقض وبالغ العبثية(اي والله هكذا ورد ولكن بصورة غير مباشرة) اذن المحمكة لم تخطيء الخبراء لانها اعتمدت على ذات منطقهم ولكنها اضافت له الدراسا ت والمرافعات واتفاقية السلام والجغرافيا والتاريخ والمستقبل فشذبت قرار الخبراء وازالت عنه التناقضات والعبث فكان قرارها النهائي.
اذاً ياجماعة الخير المحكمة بحكمها وان شئت الدقة قل قرارها قد حلت معضلة عمرها قرن واربعة اعوام وهذا القرار (ابيض) ويمكن ان يسهل عملية الوحدة وفي نفس الوقت يمكن ان يسهل عملية الانفصال 0الابقاء على التداخل القبلي بقرار من المحكمة يسهل عملية الوحدة واذا اختار اهل المنطقة التي تم تحديدها الانضمام للجنوب في مطلع 2011 ثم اختار الجنوب الانفصال فسيكون الانفصال نظيفا وليس فيه مشاكل حدودية فالقرار نزع امكانية الكشمرة وهذه من كشمير بين الدولتين (لاسمح الله) اذاً ياجماعة الخير المشكلة قد نزعت من الارض ولكن تبقى نفوس البشر فاذا نزعت منها المشاكل ان شاء الله (تمشي مع السودان طحنية وباسطة) كما يقول مغني الزمن دا وغدا ان شاء الله نتوقف قليلا عند ماصدر من بعض الناس لكي نثبت ان النفوس محتاجة هي الاخرى لمحكمة ضمير سودانية.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ25/7/2009)
aalbony@yahoo.com