عبد الجليل سليمان

فجأة يا خبر


[JUSTIFY]
فجأة يا خبر

الراصد للأداء الإعلامي للحزب الحاكم يُصاب بخيبةٍ كُبرى جراء (العواسة) المستمرة والدؤوبة لـ(الكِسْرة) الفطيرة التي يُنتجها (صاجه) الإعلامي يومياً، فلا تجد من يشتريها وتتعرض لكساد وبوار دائمين. وهنا لا أتحدث عن تجربتي (الأنباء والرائد) اللتين سخر لهما كل إمكانياته (المهولة) ثم لاذتا بالموت السريري حيناً من الدهر، قبل أن تُشيعا إلى مثواهما الأخير، وكأنهما لم تكونا شيئاً مذكوراً، وإنما أتحدث عن تلك التصريحات الصحفية، والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية، والتسريبات من الأخبار التي تُدفع إلى الصحف لنشرها كأنابيب اختبار.

يتجلى ضعف الأداء الإعلامي، لآلة الحزب الحاكم في دفعها للصحف ووسائل الإعلام الأخرى وبشكل دؤوب ومستمر لأخبار تُوعِدْ بِحُدوثِ مُفاجآت في أمورٍ عديدة، ابتداءً من مفاجأة تنحي الرئيس، ومفاجأة تغيير الكابينة القيادية القديمة للحزب، ومفاجأة إبْدال والي الخرطوم بخيرِ خلف، وتترى المُفاجآت، ولا مفاجأة في واقع الأمر.

بطبيعةِ الحال، فإن مكمن الضعف هُنا يأتي من (تجريب المُجرب) وتكراره تكراراً مُملاً حد أن الإعلان الصارخ عن مُفاجآت مُحتملة يُفقدها (معنى) المفاجأة، كما أن تكرار عدم تحققها يجعل الناس يكذبونها حتى ولو اتضح أنها حقيقية، لذلك فإن الأخبار التي يضخها الحزب الحاكم في الصحف فيما يتصل بالإصلاحات الداخلية والحوار مع القوى السياسية والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد، التي تتوسل كلمة (مفاجأة)، لا يصدقها أحد ولن.

عجز إعلام الحزب الحاكم عن التأثير الإيجابي، تجلى في خبر أمس المنشور ببعض يوميات الخرطوم، والذي بتعديلات ترقى إلى المفاجأة في (التشكيلة) الجديدة للمجلس القيادي للحزب الحاكم، تصوروا ما هي المفاجأة المتوقعة؟ إنها بقاء حسبو، غندور، مصطفى عثمان، حامد صديق، ياسر يوسف، وعودة كرتي، ونسي، مع ضعف حظوظ (أمين حسن عمر وقُطبي المهدي) في الترشحِ إلى القيادي مرة أخرى.

فأين هي المفاجأة يا ترى، في هذا؟

بالطبع، كتبت هذه الزواية واجتماع المجلس القيادي منعقد، ودون أن أبالي بنتائجه، لأنني لا أكتب عن النتائج أولاً، ولا عن المجلس ثانياً، بل أكتب عن فرط استخدام إعلام الوطني لكلمة مفاجأة دون أن تكون هناك مفاجأة، لكن ذلك لا ينفي أنني أيضاً لا أتوقع أي مفاجأة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي