جمال علي حسن

ليتها صارت.. الصادق ومن حضر


[JUSTIFY]
ليتها صارت.. الصادق ومن حضر

عبارة ( بمن حضر) صارت هي الأقرب إلى لسان قيادات المؤتمر الوطني، وأحيانا هذه العبارة الخطيرة هي التي تجعل الأمور تمضي على حالها.. فهي عبارة لها ثمنها، لكن قد يحتاج إليها السياسي حين يشعر أن الحد الأدنى من هدفه سيتحقق فيتوكل على الله ويمضي إلى أمره تحت شعار (عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة).!!

وكنا في وقت سابق حين أمسكت يد الحوار بعدد مقدر من المتجاوبين الكبار مع مبادرة السيد الرئيس وأهمهم السيد الصادق المهدي والدكتور الترابي، كنا طالبنا الحكومة بعدم انتظار (مجمجة) قيادات التحالف، وطالبنا بتسريع خطوات الحوار (بمن حضر) حتى لا نضيع المزيد من وقت البلد الضائع بين (الطاولات والمطاولات).. باعتبار أن الحوار الذي يضم السيدين ومعهما الترابي ودكتور غازي ككيانات سياسية فاعلة وذات وزن حقيقي وثقل جماهيري في السودان، يمكن أن يسمى حواراً وطنياً حقيقياً جامعاً للقوى السياسية الكبيرة الملتزمة بلغة المعارضة السياسية وليست لغة الإرهاب وقوة السلاح والإصرار على عدم التفاهم ..

والآن سينطلق الحوار (بمن حضر) هذا أمر مفروغ منه، لكننا نتمنى ونرجو أن يكون الصادق حاضراً ضمن (من حضر) ..

صدقوني إن الصادق المهدي الآن يعيش في (حالة) أكثر من كونه يتخذ (موقفا).. والفرق بين الحالة والموقف كبير جداً .. الصادق الآن يتحدث بقلبه وبغبنه وليس بعقله ومواقفه المحسوبة بميزان مصلحة الوطن.. وبالتالي فإن موقفه الحالي ليس موقفاً أصيلا، ومن الممكن أن يتغير بنفس السرعة التي حدث فيها التحول الأخير ..

إن غياب الصادق سيؤثر كثيراً على الحوار ويقلل من وزنه.. وطبعاً تقليل وزن الحوار في حالة الصادق ليست ظاهرة صحية مثل تقليل الشحوم والدهون وعمليات التخسيس المطلوبة في الجسد السياسي المترهل، بل هو نوع من تنقيص الوزن المضر بصحة الحوار بالكامل، لأن الصادق المهدي وبكل انحرافاته السياسية الجديدة والمآخذ عليه وحالته الغريبة وتصريحاته الأغرب.. لكننا نظن أن الرجل ليس من أصحاب الذهنيات النهائية المتعنتة والمتجمدة ومن الممكن جداً إقناعه وإلحاقه بقطار الحوار.. لو حرصت الجهود على ذلك .

نختلف مع موقف الصادق الذي يتخذه الآن مائة بالمائة.. ونظن أن أقرب طريق لتحقيق كل المطالب التي يتحدث عنها هو أو غيره هي طاولة الحوار وحدها فقط.. لكننا ورغم ذلك نؤكد أهمية وجود الصادق المهدي وضرورة الحرص على ذلك وتكثيف الجهود لإقناعه بالعودة والانضمام إلى قطار الحوار الوطني بعد زوال تلك الحالة العابرة التي تسيطر على تفكيره وتغبش أمامه الرؤية .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي