مصطفى أبو العزائم

لم تتعلم من الأيام..


[JUSTIFY]
لم تتعلم من الأيام..

عندما سألني السيد الرائد عبد اللطيف كبير، ونحن داخل ستديو البث المباشر في إذاعة القوات المسلحة بالخرطوم قبل يومين، عن توقعاتي لجولة التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، والتي تبدأ اليوم في العاصمة الاثيوبية، «أديس أبابا»، قلت رداً على سؤاله في البرنامج الإذاعي المخصص لتناول ما تنشره صحافة الخرطوم، قلت له بأسى شديد إنه لن يكون هناك جديد، وإنما ستحسب جولة جديدة من المفاوضات لن تتخلى الحركة الشعبية (قطاع الشمال) عما تمسكت به من قبل، وهو تبني (كل) قضايا السودان في مجال الحكم والحريات، وتوزيع الثروة بعيداً عن قضاياها الأساسية المرتبطة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

منطق الحركة الشعبية (قطاع الشمال) سيكون معوجاً إذا ما تمسكت بما تسميه النظر في كل قضايا البلاد، لأن ذلك يعني ضمناً عدم الاعتراف باتفاقية السلام الشامل الموقعة في العام 5002 بين الحكومة والحركة الشعبية بدولة كينيا، لأن الاتفاقية نظرت لقضايا الحكم والثروة والسلطة، وحسمت أمر بقاء جنوب السودان أو خروجه عن حدود الوطن الأكبر، وأبقت على قضية المنطقتين كملحق يتم النظر في طرق حله من خلال تنفيذ الاتفاقية، ولكن للأسف خرج جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة وفق استفتاء كان استحقاقاً دستورياً لأبناء الجنوب، بينما ظلت بعض القضايا عالقة، ومن بينها قضية المنطقتين.

كثيرون لا يتفاءلون بالوصول الى اتفاق بين الحكومة وبين قطاع الشمال وجيشه الذي تفلت جنوده واستسلم عدد كبير منهم للسلطات في الولايتين، أو انسحبوا نحو قراهم بعد أن أثبتت تجربة الحرب فشلها في التعبير الإيجابي عن قضايا أهلهم، وهو دفع بقطاع الشمال الى أن يلحق بعض مسلحي حركات دارفور بصفوفه بعد أن تم إعلان الجبهة الثورية.. فقطاع الشمال- (الحركة الشعبية)- يريد أن يمتطي ظهر الحركات الدارفورية، حتى يصل الى مبتغاه ثم يتركها لتواجه مصيراً محتوماً.. وقد فعلها من قبل مع عدد من الأحزاب السودانية التي لم تستفد من التجربة ولم تتعلم من الأيام.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]