مصطفى أبو العزائم

الذهب.. والرجال..!


[JUSTIFY]
الذهب.. والرجال..!

لا يذهب بك خيالك إلى عبارة الخديوي محمد علي باشا، التي أطلقها تبريراً لعملية غزوه للسودان، وإسقاط مملكة سنار «سلطنة الفونج»، فقد راج آنذاك حسبما تقول كتب التاريخ أنه أراد من السودان «المال» و«الرجال»، المال المتمثل في الذهب، والرجال الذين أراد أن يقويّ بهم رصيده القتالي في جيشه الذي بدأ يؤسس له على أحدث النظم العسكرية.. فقام بحملته الأولى وزحف إلى سنار عام «1820م» التي خضعت له في الثالث عشر من يونيو عام «1821م» بعد أن خرج إليه الملك بادي السادس ـ كان في الخامسة والعشرين من عمره ـ متنازلاً عن سلطانه معلناً نهاية المملكة الإسلامية الأولى في بلاد السودان.

لكن الأمر ليس ببعيد عن ذلك، فالأرض هي السودان، والذهب ينتشر على أرضه وسهوله وأوديته وجباله ومجاري أنهاره، والرجال هم أبناء السودان الذين استوعبهم نشاط أجدادهم القديم، وأخذ نحو مليون مواطن سوداني يعمل في هذا النشاط الذي لم يكن يعمل فيه إلا قلة قليلة قبل العام «2008م» إذن هي الثروات، والأحلام الذهبية هي التي دفعت بذلك العدد الكبير ليلج هذا المجال، بحيث يستفيد منه خمسة ملايين مواطن سوداني، هم قوام أسر المعدنين وقوام أسر العاملين في المجالات المساعدة أو القريبة من هذا النشاط.

شهدت بالأمس وآخرون الاجتماع التنسيقي بين وزارة المعادن، وحكومة ولاية شمال كردفان، والذي انعقد في مقر حكومة الولاية بالأبيض، وترأسه واليها مولانا أحمد محمد هارون وضم كل أعضاء مجلس وزرائه وكل ذوي الاختصاص المرتبط بالتعدين والمعادن، بينما جلس إلى جواره الدكتور أحمد محمد محمد صادق الكاروري وزير المعادن، وقيادات الوزارة.. ورغم زمن الاجتماع الذي امتد لأكثر من أربع ساعات إلا أن الأوراق التي قدمت فيه والنقاش الذي دار حولها أضاء الكثير حول هذه المهنة التي لا يعرف كثير من الناس مخاطرها ومشاكلها ومهدداتها رغم ما تغذي به الاقتصاد السوداني من عائدات.

بعد الاجتماع ظللنا نتناقش نحن مجموعة من الصحفيين وعدد من أهل الاختصاص، واتفقنا على أن نتبنى مقترحاً قدمته للسادة الزملاء، يقوم على ضرورة وأهمية تأسيس كيانات خاصة تجمع المعدنين، وكل العاملين في مجال التعدين الأهلي، حتى يسهل على الدولة التعامل معهم بدلاً عما يحدث الآن مثل استحواذ شخص أو مجموعة على منجم أو جبل أو وادٍ بوضع اليد، وعندما تنتهي مهمة هؤلاء المعدنين مثلاً لتأتي إحدى الشركات العاملة في هذا المجال، يأتي أولئك الرجال للمطالبة بمنجمهم أو «جبلهم» أو التعويض.

هذا العمل يمكن أن يكون منظماً وقانونياً إذا ما اعترفنا بتلك الكيانات المهنية، أو سعت الدولة ممثلة في وزارة المعادن بتشجيعهم على إنشاء جمعيات تعاونية تحفظ للمعدنين حقوقهم وللدولة حقها..
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]