عبد الجليل سليمان

أيُّ قلقٍ يُعاني مِنْهُ الوزير


[JUSTIFY]
أيُّ قلقٍ يُعاني مِنْهُ الوزير

الآن، عادت الصحف لتجتر سيرة الوزير الولائي (مأمون حميدة) الغنيِّة بالمشاغبات، فبعد أن عارك الأطباء والصحفيين والبرلمان والمؤلفة قلوبهم وخاض كل هذه المعارك في (سبيل الله) وابتغاء مرضاته عز وجل وتعالى، وتنزه عما يجري في هذه البلاد. بعد كل تلك المعارك التي بدد فيها الوزير جهده ووقت (المواطن)، يخرج من معركة ليتحلق بأخرى، يطفئون ناراً أشعلها هنا ليطلق من (قداحته) المُشرعة ناراً هناك، وكأنه رجل لا يستطيع العيش إلا في الحريق.

بعد كل ذلك، ها هو يعاظل ويعاضد ويصارع (الصيادلة) فيم اصطلحت بعض الصحف على بمعركة بالمائة متر، واسمحوا بأن ألحقها بكلمة (تتابع).

وفي هذا التتابع البائس، نبحث عن أسباب حقيقية لتفسير المشاكسات (الحميدية)، فلا نجدها، ونضرب ذات اليمين وذات الشمال و(أخماساً في أسداس)، فنضطر للتقهقر إلى السيد (سيمغوند فرويد)، وننظر إلى نظريته الشهيرة (التحليل النفسي)، فربما أعانتنا على تفسير سلوك الرجل العدواني السرمدي، ونمعن النظر في بند (النظرية الشخصية)theory of personality، فنجد أن مفهوم الشخصية في نظرية التحليل يعتمد على ثلاث ركائز – سمِها إن شئت خصائص، صفات، ومميزات، لا فرق.

المهم أن تلك الصفات هي التي تشكل الشخصية وأولها القلق، الذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع وهي: القلق الموضوعي وهو رد الفعل الطبيعي لخطر معين، والقلق العصابي الذي لا تتضح أسباب منطقية، والقلق الخلقي الذي مصدره الأنا الأعلى.

فأي نوع من القلق يعاني منه الوزير (حميدة)، هل النوع الأول؟ لا أظن ذلك، فالرجل آمن ومؤمن ولا خطر أني يحدق به، لا في منصبه الوزاري ولا استثماراته في مجالي الصحة والتعليم.

قد يقول قائل: ربما يعاني الرجل من القلق العصابي، ونصدق ذلك، لكننا نميل ميلاً كذاك يسمى في زوايا الميل الهندسة بــ (التحليل النظري للاتزان)، إلى أن الرجل يعاني وطأة النوع الثالث من القلق، صادر على أناه العليا، وهو نوع ينقسم بحسب (فرويد) إلى ثلاثة أقسام أيضاً وفي هذا النوع من القلق قسم فرويد القلق العصابي إلى ثلاثة أنواع هي: أولها القلق الهائم الطليق: والأشخاص المصابون به يتوقعون دائماً أسوأ النتائج، ويفسرون كل ما يحدث لهم أنه نذير سوء، وثانيها قلق الهستيريا: وأهم أعراضه الرعشة والإغماء، وصعوبة التنفس، أما الثالث والأخير فيسمى قلق المخاوف المرضية: ويتبدى في إبداء مخاوف غير معقولة بحيث لا يستطيع المريض أن يفسر معناها، وهذا النوع غير شائع بين الناس.

فأي نوع من القلق يعاني منه الوزير (حميده) يا ترى؟ هل تظنون مثلي أنه النوع الأخير!

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي