مكي المغربي

خبر غريب ومريب ..!


[JUSTIFY]
خبر غريب ومريب ..!

من النوادر أن شخصاً كان يكره الإمام الشافعي ويترصده، فلما توفي الشافعي بكاه الناس وظهرت محبته، فقال: “رحم الله الشافعي فقد كان يحسن الوضوء!” … وللقصة روايات أخرى … فيها أسماء أخرى ..!

الخبير السوداني صلاح حماد، يبدو أن هنالك من يناصبه مشاعر مشابهة وقد تسللت عبر خبر منشور في الزميلة آخر لحظة …!

والخبر يكاد يقول (المدعو صلاح حماد!) ويورد اسمه في سياق يجرده من كل أعماله الصالحة التي احتسبها لله في ما يقدمه في الحراك الإفريقي لصالح السودان … كيف لا وهو فارس الهلالية وابن البلد الأغبش المتواضع … وأعماله هذه أهلته لمقابلات على مستوى الرئاسة وما يتفرع عنها من مواقع …!

الخبر … وعلمت (آخر لحظة) أن فكرة انعقاد المنتدى كان يقف من ورائها السيد صلاح الذي يعمل بالاتحاد الإفريقي والذي تربطه صداقة بأحد أعضاء المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان.

ما هذه الفقرة الغريبة والمريبة التي وردت في الخبر، الفقرة التي توحي بتسريبها من داخل اجتماع رسمي دار فيه ذات النقاش ولكن باحترام أكثر … وليس لدرجة (يقف من ورائها!) وكأنها مؤامرة تمت في جنح الظلام … لقد كانت إجراءات المنتدى متابعة على وجه الدقة من قبل مفوضية حقوق الإنسان والأمين العام لمجلس الأحزاب الإفريقية وعدد من القيادات الرسمية..!

أولا: الدكتور صلاح حماد هو خبير حقوق الإنسان بالاتحاد الإفريقي وأحد أبرز القيادات في المفوضية السياسية للاتحاد الإفريقي التي يصطلح عليها الناس بوزارة خارجية الاتحاد الإفريقي وهو الحائز على لقب السفير من الجامعة العربية مجلس حقوق الإنسان ويعرف بسفير حقوق الإنسان، وهو من أبرز مؤسسي الشراكة بين الاتحاد الأوربي والإفريقي.

ثانياً: هو الرئيس المنتخب لقيادة نقابة الموظفين والعاملين للاتحاد الإفريقي وفق انتخابات شرفت اسم السودان ورفعت رأسه عالياً.

ثالثاً: كل أعضاء المجموعة الوطنية أصدقاؤه، وشخصيات مهمة ومؤثرة من صناع القرار في الدولة … لكن ربما يكون المقصود الأستاذ طارق عبد الفتاح رئيس دائرة إفريقيا بالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان … وهو نائب رئيس مجلس المنظمات بالاتحاد الإفريقي … أورئيس لجنة هناك …وفق إنتخابات شرفت اسم السودان ورفعت رأسه عالياً أيضاً. وهذا يعني أنهما شخصان سودانيان اختصهما الله بخدمة بلادهما بحكم الموقع ويربطهما الانتماء للصف القيادي في مؤسسات الاتحاد الإفريقي وليس (صحوبية!) كما أوهم الخبر قراء آخر لحظة الكرام … وهذه ليست أول مرة يجتهد فيها صلاح حماد … عشرات المؤتمرات والزيارات تم التنسيق لها لخدمة السودان تمت عبره وشاركه في هذا الشرف الوطني آخرون … أحمد الله أنني من ضمنهم!

رابعاً: المؤتمر المذكور والذي طلبت الرئاسة (تأجيله وليس إلغاؤه) لم يأت للسودان بديلاً لدولة مالي … بل ذلك مؤتمر آخر وهو مؤتمر المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان وهذا اسمه مؤتمر المنظمات الإفريقية لحقوق الإنسان …مؤتمر مستقل بذاته تطوع السودان باستضافته عبر مكاتبات رسمية وطلب تأجيله عبر مكاتبات رسمية ولا علاقة للإيبولا بهذا الأمر … لأنه وبكل بساطة استضاف السودان في ذات الفترة مؤتمر الاتحاد الإفريقي للاتجار بالبشر وحضر (صلاح حماد … الذي يُحسن الوضوء!) بعد أن اعتذر من عدة إرتباطات أوربية بسبب أن المؤتمر في السودان وأنه يريد تسهيل مهمة المؤتمر الآخر.

خامساً: رفضت الرئاسة بطولة الكاف لأنها جماهيرية تستضيف مئات المشجعين الشعبيين ولكن المؤتمرات التي أعدادها لا تتجاوز 30 إلى 40 شخصاً … مسموح بها لأنها شخصيات معروفة بالاسم ومستوفية للفيزا حسب إجراءات السفارات السودانية في كل بلد، ويمكن إضافة شروط صحية لبلد أو بلدين حسب التقديرات.

سادساً: لم تتوقف أديس أبابا ولا نيروبي ولا جوهانسبيرج ولا غيرها من عواصم الحراك الإفريقي عن استضافة ورش عمل ومؤتمرات نوعية الذي توقف هو الأنشطة الجماهيرية … بل لم تتوقف الدول الأوربية ولا أمريكا عن دعوة مشاركين من إفريقيا وغرب إفريقيا بالذات … في مؤتمر بيئي واحد حضر أكثر من 35 مدعواً من إفريقيا … وهو العدد الذي يستضاف حالياً في المؤتمرات.

إذاً ما الذي يدفع كاتب الخبر للإيهام بأن صلاح موظف عادي وصغير ولديه صاحب في مجموعة سودانية … كلاهما أرقام في الحراك الإفريقي ..!

سابعاً: أنا أتشرف بصداقة الرجلين وكثيرين غيرهما ممن رفع الله بهم اسم السودان في الحراك الإفريقي والدولي … وهذه فرصة لسرد أسمائهم ومؤهلاتهم (بما يشفي غليل صاحب الخبر ومن يقف وراءه) بإذن الله.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني