مكي المغربي

أمين حسن عمر … خطوة خطوة..!


[JUSTIFY]
أمين حسن عمر … خطوة خطوة..!

الحدث يبدأ في التشكل … والمثال هذه المرة … الرجل الأنيق في بذلته السوداء الكاملة أوقف سيارته الفارهة وبدأ يخطو خطوات واثقة متوجهاً نحو مطعم فاخر وكل شخص ينظر إليه كما يريد … صاحب المطعم ينظر من وراء الزجاج ويتوقع أن يطلب منه هذا الزبون الجديد حجز طاولة كبيرة أو ربما صالة كاملة ..!
شرطي المرور ينظر للسيارة، و يراقب الطريق الذي أوقف به السائق سيارته ..!
بائعة الهوى تقف على الطريق وتلوح بيدها … (هاي!) … وتسول لها نفسها وتتمنى ..!
بتاع الورنيش ينظر للحذاء … أمنيته أن يخطئ الزبون الطريق ويدوس الوحل … يراقب ويراقب .. وينظر للحذاء وليس للرجل!
غسال السيارات … يشيح بوجهه لا مبالياً … ولا يهتم بالرجل الأنيق إطلاقاً فالسيارة تبرق نظافة مما يجعلها خارج دائرة اهتمامه ..!
دائماً ما نقول إن أي حدث يحدث، ينظر له الناس بطرق مختلفة فيصبح عدة أحداث وربما تكون مختلفة ومتناقضة وليست متنوعة وحسب ..!
والرجل الأنيق الذي يمشي في الشارع حتى لو كان د. أمين حسن عمر، ستنظر له كل الأصناف التي ذكرناها كما تريد أن تنظر هي، ليس كما نريد نحن أو يريد أمين نفسه ..!
أمين عندما يقف في المكتب القيادي ويرفض ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة جديدة، هذا هو الحدث الأصلي … شخص لديه رأي قاله وذكر مسبباته والسلام … ولكن هنالك من يرى هذا الرأي تمرداً، وهنالك من يراه دليل عافية وإثبات دامغ بإمكانية الصدع بالرأي … أي رأي دون سقف ..!
وهنالك من يراه بداية سيناريو جديد يشبه سيناريو غازي صلاح الدين ..!
وهنالك من يراه بداية النهاية لحزب المؤتمر الوطني … وهنالك من يراه “دراما” لامتصاص أي غضب شبابي بإبراز من يعبر عن الرفض ومنح الآخرين فرصة للالتفاف حوله ومن ثم يقود الكتلة الغاضبة إلى بر الأمان بدلاً من أن تنشأ كتل الرفض دون استئذان ودون مرجعية عاقلة وحكيمة..!
وهنالك من يرى أن أمين حسن عمر قرر عدم القيام بأي واجب تنفيذي وأنه راغب في نزع ديباجة “حاكم” منه تماماً … ولذلك يرغب أمين في التحلل من آخر صفات التنفيذيين وهي الالتزام بتأييد الحاكم لأنه بالنسبة لهم يمثل رأس السلطة التنفيذية التي يخدمون فيها ..!
وأمين يتبرأ شخصياً من قرار التجديد للرئيس ولكنه يتبنى هذا القرار بسبب أنه ثمرة الشورى ..!
ثم يعود ويتحدث عن “الإكراه المعنوي” … وبهذا ينفي تهماً أخرى موجودة داخل كل الأحزاب والحكومات دوماً وهي إرتباط المواقف بالمصالح … وهذا ما ينفيه أمين الذي يتحدث عن إكراه معنوي وليس إغراء سلطوي ..!
ولذلك موقف أمين ” في السليم” و لكن تنطبق عليه النظرية التي صدرنا مقالنا بها … ستنظر إليه الأصناف بالطريقة التي ذكرناها ..!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني