جمال علي حسن

اعتذروا لصالح الكامل وأغلقوا هذا الملف


[JUSTIFY]
فضاعتذروا لصالح الكامل وأغلقوا هذا الملف

المحزن في الأمر أن تكون الحكومة هي عدو نفسها.. ففي الوقت الذي ترتفع فيه حساسية الأجهزة الرقابية الأمنية على ما تورده الصحف من أخبار وتقارير تضر بسمعة الاستثمار في السودان، وتصف ذلك بالنشر غير المسؤول وتصادر الصحف وتغلقها بتبريرات الإضرار بالمصالح العليا للدولة، نتفاجأ جميعنا بوزراء ومسؤولين ( يشخطبون ) تلك الواجهة الاستثمارية بالفحم الأسود ويتسببون في أضرار أكبر وأخطر من الضرر الذي قد تسببه أخبار يمكن نفيها وتقارير صحفية يمكن إهمالها أو الرد عليها.. فالمستثمر القادم للسودان أول شيء يفعله هو الاطلاع على تجارب من سبقوه ..

ومن قبل وقف رجل الأعمال الكويتي، سعد البراك، المدير السابق لشركة (زين) الأم، وهو يشير بأصبعه إلى الحكومة ممثلة في قطاع الاتصالات بعد أن باعوا لهم (موبيتل) وأسسوا (سوداني).. يقول: (لقد خدعونا).. عبارة حارقة وساخنة وصعبة الابتلاع لكنه قالها – محقاً كان أو غير محق – لكن النتيجة النهائية تقول إن الرجل كان يحتفظ بمرارات شديدة..

محاولة ( الشيطنة ) والفهلوة وارتداء جلباب الحرص على مصالح البلد بالمقلوب وبالحق أو الباطل هي التي جعلت مثل سعد البراك يقول ما قاله عند بوابة الدخول إلى الاستثمار في السودان، وهي التي ستجعل الآن الشيخ صالح الكامل الذي يمتلك حجماً من الأموال والاستثمارات ( لا تأكلها النار ) سيقولها بعد أن جرجرتموه للمحاكم في نسبة ضئيلة من الأسهم تصر وزارة الإعلام على إنكار حقه فيها حتى تتمكن من ترجيح كفتها في مجلس الإدارة والسيطرة على قناة (النيل الأزرق) على حساب سمعة الاستثمار في السودان ..

سيقولها صالح الكامل مثلما قالها البراك وربما يحلف بعدها ( ستين يمين ) أن لا ينصح أياً من أصدقائه من المستثمرين العرب بأن يفكروا في خوض تجربة الاستثمار في السودان .

الواقع يقول إن الخطر الأكبر على سمعة الاستثمار في السودان يأتي من مؤسسات دولة وشخصيات مسؤولة بدرجة مدير ووزير ولا أدري كيف يتم التعامل مع أمثال هؤلاء قبل أو بعد فوات الأوان..؟ لكن تأكدوا يا سادة.. ويا قادة الدولة بأن كل الذي تبنونه وتشيدون أركانه بصعوبة بالغة.. وفي ظروف معقدة جداً لتحسين واجهة الاستثمار في السودان تتسبب مثل هذه الأزمات المفتعلة ومثل هذه الممارسات الظالمة في هدمه بضربة واحدة خرقاء.. شتراء.. ندفع ثمنها الباهظ من سمعة بلادنا وعزيز كرمها وكريم خصالها..

تأكدوا أن تمسك وزارة الإعلام بما لا تمتلك في قضية قناة (النيل الأزرق) والإصرار على ( الغلاط) و(الخرخرة ) بهدف السيطرة على قناة منوعات وأغاني وأغاني.. للأسف سيمسح بسمعة بلادنا الاستثمارية الأرض.. خاصة وأن كل المستندات القانونية تؤكد أن الشيخ صالح الكامل باع لشركة (سونان) للإعلام والتي يمتلكها مستثمر سوداني أقل من نصيبه القانوني الكامل من الأسهم في قناة (النيل الأزرق) وخرج خاسراً ..

إننا وبدافع الحب والإعجاب بتجربة الوزير الشاب ياسر يوسف ننصحه نصيحة أخوية بالابتعاد عن هذا الصراع، لأن الانحياز لسيطرة الدولة على قناة (النيل الأزرق) دون وجه حق هو موقف لا يقبله أحد خاصة وأن القضية واضحة وضوح الشمس ..

انصحوه بأن لا يحرق نفسه وأن لا يكون طرفاً في صراع خاسر وخطير على تجربته كوزير شاب لا زلنا ننتظر منه الكثير.. انصحوه وذكروه بتجارب واعظة ومعروفة .!!

امنحوا المستثمر الذي صبر عليكم وظل يدفع للقناة بحب.. امنحوه حقه.. فشركته هي الشركة التي كانت تملك أغلبية الأسهم والحق حق والحقيقة بائنة وقضايا الأسهم ليست من نوع القضايا الجدلية، بل هي قضايا مستندية محسومة وليس بيد الوزير ولا بيد مدير التلفزيون السابق أو الأسبق أو الحالي أي دليل على اكتمال صفقة سابقة بين التلفزيون وشريكه الشيخ صالح الكامل في جزء من أسهمه.. نعم كان هناك نقاشاً ولكنه ليس بيعاً، وأنتم أهل شرع وتعرفون كيف يكون البيع؟.. رجاءاً استقبلوا شيخ صالح الكامل الذي يزور البلاد حالياً خير استقبال.. استقبلوه بالاعتذار عما حدث له من مضايقات وتشكيك في مصداقية شركته.. ورحبوا بالمالك الوطني الجديد واحفظوا لنا ماء وجهنا وسمعتنا وكونوا (حقانيين) ..!!

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي