جمال علي حسن

دور عبد الرحمن الصادق المفقود


[JUSTIFY]
دور عبد الرحمن الصادق المفقود

المفترض أن الطريق الأقرب للسيد الصادق المهدي هو ابنه العميد عبد الرحمن الصادق، مساعد رئيس الجمهورية.. والمفترض أن التصريح الصحفي الصادر من مساعد رئيس الجمهورية، عبد الرحمن الصادق المهدي، أول أمس، بأنه طلب من مجلس الولايات التدخل والتوسط لإرجاع رئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي وإلحاقه بالحوار. هذا الوضع يجب أن يكون معكوساً لو أردنا أن نكون عمليين بأن يقوم عبد الرحمن بدور واضح لتقريب المسافة بين الصادق والحكومة.. ويحدث التقارب بشكل أسرع ليس لرابط العلاقة الأسرية بين الابن وأبيه فقط، لكن بالرهان على قناعة الصادق المهدي بقدرات وتقديرات ابنه عبد الرحمن الصادق الذي يصفه بأنه ( فارس القوات المسلحة المخلص ).!

ولو افترضنا أن موقف عبد الرحمن الصادق السياسي قد تسبب في فتور علاقاته بعض الشيء مع شقيقاته دكتورة مريم والأستاذة رباح، فإن الأمر يختلف تماماً في حالة العلاقة بينه وبين والده السيد الصادق المهدي الذي يعرف جيداً قدرات وخبرات وأخلاق ابنه.!

الذين يؤمنون بحرية الاختيار السياسي ويزعمون اعتناق المبادئ الديموقراطية، لا يجب عليهم أن يدينوا ابن الصادق بموقفه السياسي المناقض لموقف أبيه لو كانت قناعاتهم بتلك المبادئ الديموقراطية هي قناعات حقيقية وصادقة، لكن وبحكم أن اختلاف الرأي والموقف لا يجب أن يفسد للود قضية، فمن باب أولى أن هذا الاختلاف لا يفسد علاقة الأب بابنه، ولا يفسد قناعة الصادق بأن عبد الرحمن لا يزال هو ( الفارس المخلص ) وليس الابن العاق، وإلا لأعلن عن ذلك صراحة منذ اعتقاله في قضية الدعم السريع.!

السيد عبد الرحمن الصادق في تقديري يقف موقفاً حساساً ودقيقاً بين موقف معلمه وقدوته وأبيه الإمام الصادق المهدي وبين تقديراته وقناعته.. وليس من السهل على شخص عادي أن يديره بالحكمة التي يدير بها هذا الرجل موقفه ..

وليس من العدل أن نصف عبد الرحمن الصادق بغير هذه الأوصاف طالما أن الصادق نفسه وحتى هذه اللحظة يحترم موقف ابنه رغم اختلافه الكبير معه .

هناك دور غائب للعميد عبد الرحمن الصادق المهدي، مساعد رئيس الجمهورية ويمكن أن يلعبه بفعالية ويطوي به المسافة الفاصلة بين الصادق المهدي والرئيس البشير..

وهذا الدور لا يعني لعبة الخلط بين السياسي والاجتماعي حتى لا يقول قائل.. وما ذنب السودان أن تحدد مصائره العلاقات الأسرية؟.. لكن هذا الدور يعني توظيف الثقة والأمان الذي يوفره الرابط الاجتماعي والأسري لإزالة خلافات بها الكثير من المرارات تسبب فيها سوء التفاهم وسوء الظن وسوء التقدير.. فليس بين الحكومة والصادق وسيطاً أقدر وأفعل من العميد عبد الرحمن .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي