جمال علي حسن

العاملون بالتلفزيون.. الإحباط المخضرم


[JUSTIFY]
العاملون بالتلفزيون.. الإحباط المخضرم

لو كان الأمر خياراً بيد الحكومة لأعلنت عن بيع التلفزيون القومي والإذاعة القومية وريحت (بالها) من الصرف عليهما.. ومن الإيفاء باستحقاقات العاملين لكن لسوء حظها فإن هذا الأمر غير ممكن.. فالتلفزيون القومي هو المؤسسة الإعلامية التي يجب أن تبقى في (عصمة) الحكومة مهما ثقل عليها حملها.

فهل يستوعب أصحاب القرار الإعلامي في بلادنا حجم الفضيحة حين تكون الحكومة عاجزة عن تغطية واجهة الواجهات الإعلامية القومية بثوب الستر؟.. هل تستوعب الحكومة أصداء هذه المهازل وانطباعات الرأي العام الداخلي والخارجي حين يضطر العاملون في كل مرة للتظاهر والاحتشاد والاعتصام احتجاجاً على فشل إدارتهم في الإيفاء بحقوقهم وأجورهم؟

هل هذا مستوعب بالنسبة لهم؟ وكيف سيتحدث التلفزيون عن نهضة تنموية وسياسية واقتصادية إلى آخر تلك العناوين الإعلامية اليومية.. طالما أن مذيع هذه الأخبار ومصورها وممنتجها ومجمل صورتها ومخرجها وباعث صوتها.. يعمل بلا أجر وبالتالي يؤدي هذا العمل وهو في قمة الإحباط المتصلة حالته بلا انقطاع منذ سنوات؟.. الإحباط المخضرم الذي عاش عهدين من عهود التلفزيون السابق والحالي.. وأكل بأسه وبؤسه ويأسه خريفين لم تحظ (أم جركم) بأكلهما..!!

كانت هيئة واحدة ثم تحولت إلى هيئتين ثم عادت مرة أخرى مؤسسة واحدة لكن هيئتها وشخصيتها التي تمشي على الأرض كما هي.. شاحبة ناحبة شاكية باكية.. يتقدم خبرها السالب قائمة بقية الأخبار المطلوب منها هي بالذات أن تعكسها للرأي العام وتذيعها لنا بصيغة الإيجاب!!!

تخرج سيرتها طافحة على سطح البؤس وهي هيئة قومية إعلامية رسمية متاح لها فرصة الاستثمار التجاري عبر الإعلان وتحقيق الاكتفاء الذاتي لو أحسنت الجهات الممسكة ببلف الإعلان الحكومي فقط ترتيب أولوية خارطتها الإعلانية حتى تضخ في دماء التلفزيون والإذاعة إعلانات حكومية كالتي يوزعها الوزراء والولاة لبعض الصحف والفضائيات الخاصة لتوجيهها ولإسكاتها وكسب تأييدها للمسؤول المحدد.. أما التلفزيون القومي فلا يناله منها نصيب لأنه مؤسسة رسمية ليست لها أنياب ولا أظافر، مؤسسة ذات خطاب حكومي ولن يصيب المسؤول من ناحيتها أي ضرر، لذلك يمسك يده عنها ويطلقها للآخرين.. هذه حقيقة ونحن أبناء هذا (الكار) الإعلامي ونعرف كيف تدار الأمور.

فشل قيادات الإعلام الرسمي وإدارة التلفزيون والإذاعة في معالجة قضايا العاملين هو نقص القادرين على التمام.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي