عبد اللطيف البوني

تذكر المتعافي في ذكرى عبود


[JUSTIFY]
تذكر المتعافي في ذكرى عبود

عندما كان دكتور عبد الحليم المتعافي وزيرًا للزراعة كانت تلك الوزارة بؤرة من بؤر الاستقطاب الإعلامي وكان اسم وصورة المتعافي في حالة تردد عالٍ في الصحف وبقية الوسائط الإعلامية، وقبل المتعافي كانت وزارة الزراعة غير جاذبة للإعلام وبعده عاد لها خمولها الإعلامي مما يشي بأن الدينمايكية كانت مرتبطة بشخص المتعافي . لقد جاء المتعافي للوزارة وهو متحرك (بنمرة أربعة) بينما مؤسسات الوزارة كانت تتحرك بالترس الثقيل ولعل هذا هو السبب في الكثافة الإعلامية التي أحدثها. وهذه قصة أخرى.
نقف اليوم عند معركة المتعافي حول القطن الوراثي ولكن قبلها لابد من أن نعيد للأذهان آخر معاركه والتي كانت حول تقاوي القمح الفاسدة فكما هو معلوم أن هناك عوامل لوجستية أبطات بنمو بذرة العينة أمام المستوردة من تركيا ولكن بعد ان تمت معالجة لها بمضاعفة جرعة التقاوي أي أصبحت مائة كيلو للفدان أنتجت هذه التقاوي قمحًا لم يحدث في تاريخ مشروع الجزيرة مما جعل الواحد من المزارعين يتمنى لو أنه كان قد زرع تقاوي فاسدة ثم الأهم أن ذلك النجاح جعل الدولة ترجع زراعة القمح بثقلها في هذا الموسم وهذه قصة أخرى.
أما معركة القطن المحور وراثياً فقد كانت رهيبة بعضهم عارض التجربة خوفاً على سوق السودان التقليدي وبعضهم كان واقعاً تحت تأثيرمخاوف الهندسة الوراثية وبعضهم عارضها معارضة للمتعافي أما المتعافي فقد فسر المعارضة بأنها مدفوعة من الجهات التي تتعامل في المدخلات في زراعة القطن التقليدي خاصة الأسمدة والمبيدات المهم في الأمر نجحت المعارضة في غل يد المتعافي من التوسع في القطن المحور فكانت البدايات الخجولة حتى هذه صاحبتها أخطاء لم تشجع على المضي مع القادم الجديد فاستمر الناس على عداء ما جهلوا ففي هذا الموسم زرعت في مشروع الجزيرة حوالي ستة وأربعين ألف فدان فقط من القطن المحور بينما كانت الخطة التأشيرية تقول بزراعة أربعمائة ألف فدان.
حدثت المفاجأة التي أذهلت الجميع حيث كشرت أشجار القطن المحور عن أنياب حادة فانتجت إنتاجاً لم تشهده الجزيرة من قبل فحتى هذه اللحظة وصلت إنتاجية الفدان في المتوسط خمسة عشر ألف قنطار وهناك احتمال كبير أن تصل الإنتاجية إلى خمسة وعشرين قنطاراً في المتوسط بينما كانت أعلى إنتاجية للقطن التقليدي في تاريخ الجزيرة ستة قناطير للفدان . بعبارة ثانية إن القطن الذي سوف تنتجه الجزيرة في الكم وأربعين ألف فدان من القطن المحور هذا العام قد يكون مساوياً للكمية التي كان يمكن أن تنتجها لو زرعت أكثر من مائتي ألف فدان من القطن التقليدي (أها تقولي شنو وتقول لي منو ؟ ).
طبعا أصحاب المصالح الخاصة الذين يجهضون أي نجاح يهدد مصالحهم موجودون وهؤلاء لديهم قدرات فائقة للظهور في أشكال مختلفة فماذا حدث؟ من الستة وأربعين الف فدان هناك حوالي واحد وعشرين ألف فدان زرعت بتمويل ذاتي بينما الخمسة وعشرين مولتها الدولة ممثلة في الإدارة ومحفظة البنوك فتخيلوا أن الإدارة قالت إنها ملزمة بشراء قطن المزارعين الذين مولتهم بينما الذين زرعوا بتمويل من مدخراتهم فـ(يشوفوا شغلهم) يعملوها مراتب يعملوها مخدات يفكوا فيها البقر بطريقتهم .(اها تقولي شنو وتقولي منو ؟ ) للحديث بقية إن شاء الله.
كسرة :-
كتب هذا المقال اليوم الإثنين 17 نوفمبر وبالنسبة للقارئ الكريم سوف يطالعه في يوم الثلاثاء 18 نوفمبر أي يوم الكتابة يأتي في الذكرى 56 لانقلاب عبود الذي حدث في 17 نوفمبر 1958 فهل هناك علاقة بين عبود والمتعافي ؟ أسألوا العنبة الرامية ….
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]