مصطفى أبو العزائم

بالوثائق..


[JUSTIFY]
بالوثائق..

عند الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم الأربعاء يتم افتتاح أحد أخطر (أقسام) دار الوثائق القومية، وهو قسم إرشيف الصحافة السودانية، على خلفية أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ظل يحتفظ بأرشيف المكاتبات الخاصة بالصحافة السودانية منذ بداياتها في العهد الاستعماري، بما في ذلك كل مكاتبات السكرتير الإداري، وأرشيف وزارة الداخلية التي كانت تصدق بصدور الصحف.

علمنا من السيد السفير العبيد أحمد مروح، الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات أنه سبق أن قام المجلس بتكوين لجنة مشتركة بينه وبين دارالوثائق لفحص تلك الوثائق وتصنيفها، ونقلها إلى دار الوثائق باعتبار أنها الجهة المختصة بحفظ التراث القومي.

الحدث كبير، ويستحق أن تفرد له المساحات في الصحف، والبرامج في الوسائط الإعلامية الأخرى، مرئية أو مسموعة أو تفاعلية لأن القسم الجديد الذي يتم افتتاحه اليوم لا يؤرخ للصحافة وحدها، بل يؤرخ لكل السودان، سياسته وثقافته ومجتمعه ورياضته وفنونه، ولسبل كسب العيش فيه من خلال الصحافة التي توثق للأحداث، وتحاول جاهدة أن تنقل آراء الكتاب والصحافيين بحرية كاملة.. لذلك نعتبر أن كنزاً جديداً أضيف إلى كنوز المعرفة داخل دار الوثائق، التي ستصبح مثابة لكل باحث ومجتهد ودارس للتاريخ الحديث من خلال ما نشرته الصحافة السودانية منذ بداياتها الأولى قبل أكثر من مائة عام.

وكانت مجموعة من الزملاء قد أخذت مناقشة هذا الموضوع يوم أمس، وارتباط السياسة بالصحافة والعكس.. اختلفت الآراء مثلما اختلف تقييم دور الصحافة في العهد الاستعماري وما تلاه من عهود حكم وطني عانت فيه الصحافة كثيراً إبان عهود الحكم العسكري أو الديكتاتوري خاصة في جوانب الكبت الذي يطال أول ما يطال حرية الفكر والتعبير، لكنها بالمقابل – أي الصحافة – عانت خلال عهود ما يسمى بالديمقراطية من فوضى ضربت المجتمع في أهم ركائزه وهي الأخلاق.

أما الساسة – غفر الله لهم – فقد كان أكثرهم من أسباب النكسات والتراجعات التي تأذّى منها المجتمع، وتضررت منها الصحافة، وإذا كانت الصحافة تؤرخ للمجتمع فإن بعض الساسة يهدمون مستقبله من غير وعي أو إدراك، لأن أكثرهم لا يريد إلا أن يرى نفسه فقط في كل المشهد الوطني.

على كل.. مبروك للصحافة والصحفيين وللمؤرخين والدارسين ونقول للسياسيين: هداكم الله.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]