ضياء الدين بلال

لعنة برير!


[JUSTIFY]
لعنة برير!

قصة مأساوية استمعنا إليها بأحد فنادق أسطنبول من الشاب برير، العامل البسيط المليح بمصنع كنانة.
برير الشاب النضير، فقد أعز ما يملك، حينما قام مهندس بالمصنع في لحظات غفلة وسهو بتحريك مفاتح التشغيل، أثناء وجود برير وعامل آخر داخل إحدى الخلاطات.
تحرك الخلاط بسرعته الكاملة فإذا به يفرم العامل المرافق لبرير فيقضي عليه في الحال.
ربع ساعة وبرير داخل الخلاط يستغيث فلا مجيب، فالخلاط بلا آذان وبلا قلب ولا وجدان.
وآذان العاملين لاهية عن الصراخ.
ظل برير ممسكاً بقائم عرضي في أعلى الخلاط إلى لحظة ايقاف التشغيل.
مأساة فاجعة….
افترس الخلاط جزءه الأسفل انتزع الخصيتين وعضلة المستقيم وحطم العظام وقطع عضلات الرجلين.
إذا كان خلاط المصنع وهو بلا قلب ولا وجدان قد فعل كل ذلك بجسد الشاب برير، الذي مر على زواجه عام وأشهر، وحباه الله بطفلة لم تُجِد نطق كلمة بابا بعد، فماذا فعل الخلاط الإداري بمصنع كنانة بمعنويات برير؟!
برير ظل لشهور تحت العلاج بمستشفى أم درمان الحكومي، لم تزره إدارة المصنع واكتفت بدعم زهيد من على البعد لم يكن بحجم الفاجعة.
لم يكلف المدير العام المرضي صاحب المزاج الصفوي المتعالي نفسه حتى باتصال هاتفي للاطمئنان على العامل!
أما المأساة الكبرى فقد فصل برير من عمله وهو في العناية المكثفة!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أبَعْدَ كل ذلك يتساءل السائلون ما الذي أذهب البركة عن مصنع كنانة ليتراجع إنتاجه إلى هوامش الخسارة وتتساقط قيادته من مقاعدها تحت ضربات (السميح الطرشاء) في وحل الإهانة والازدراء بالمنع من دخول المبنى الذي قام المرضي بإكمال تشييده وتجميله؟!
إنها دعوة الشاب برير، تخرج بين دموع الغبن وآهات الألم :(ربِّ إني مظلوم فانتصر).
[/JUSTIFY] [EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني