جمعية حماية البيئة.. لو سمحتم
لو أخذنا بأحسن الظنون في دوافع التصريح التحذيري لجمعية حماية البيئة حول سد النهضة، فإننا سنحيلهم إلى القول المأثور حول آفات العلماء الثمان ومن بينها ( الخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته..).
أما لو تعاملنا مع تصريحات جمعية البيئة حول الآثار والأضرار البيئية من سد النهضة بمجس الشكوك الذي لا يصح استخدامه إلا بدليل، فإننا سنقول إن هذا التصريح الصحفي المنشور بصحيفة (اليوم التالي) أمس يخدم أجندة سياسية خارجية، وهذا ما لا نريد قوله لأنه يدخل في باب شق القلوب والإمساك بعضلة النوايا..!
التصريح يقول ( حذرت جمعية حماية البيئة من أضرار قالت إنها ستحل بالسودان جراء إنشاء سد النهضة الإثيوبي، حددت من بينها مشاكل الأراضي الرطبة، وما ينعكس على المراعي والغابات.. وقال المهندس حيدر يوسف بخيت، عضو الجمعية، مدير إدارة مياه النيل سابقا، إن الهدف من إنشاء سد النهضة سياسي وليس اقتصاديا، وحذر من خطورة اللجوء إلى تسميد الأرض عند قيام سد النهضة، ونوه إلى ما أسماها (أضرارا صحية) مثل الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وأوضح أن الخطورة تكمن في التعتيم الكامل على (التصميم) الذي يتحكم في كميات الطمي سواء في تناقص أو تزايد الطمي الذي ينتج (900) مليون طوبة بناء سنويا، مبينا أن سد النهضة يخزن ما بين (74 ـ 75) مليار متر وأن السودان سيفقد الطمي) ..
هذا هو نص الخبر وسؤالي الأول.. هل هذا تصريح رسمي من جمعية حماية البيئة أم رأي شخصي لهذا الخبير الجليل.؟ وإذا كان هو تصريح رسمي باسم الجمعية، فلماذا يصدر عن عضو في الجمعية وليس باسم مسؤول تنفيذي مفوض فيها أو باسم الجمعية دون ذكر اسم.؟
أم أن جمعية حماية البيئة تسمح للأعضاء بأن يصدروا تصريحات باسم الجمعية.؟ هذا سؤال إجرائي يخص الجمعية، فقد يكون للرجل تفويض لا نعلم به، لكن السؤال الأهم لماذا صبرت جمعية حماية البيئة على هذه المخاطر التي تعلم بها كل هذا الوقت.. ولماذا لم ( تغالط ) بمعلوماتها – التي لا ندري مدى دقتها – لماذا لم تجادل بها وتصحح المعلومات المدونة في موسوعة سد النهضة والتي تتضارب في جانب منها بهذه المعلومات التي يتحدث بها التصريح .؟
وزير الري السوداني في آخر تصريحاته قال إن فوائد سد النهضة على السودان أكثر من مضاره، وقال إنهم قاموا بكافة الأبحاث البيئية المطلوبة، ثم خلصوا إلى تلك النتيجة وهي عدم الانزعاج من بناء هذا السد على الإطلاق ..
وإذا كان هذا هو حديث الوزير، فإن من حقنا أن نتشكك في بعض معلومات تصريح جمعية البيئة.. ومن حقنا أن نذكر الرأي العام بأن مفاوضات السد لا تزال مستمرة ومثل هذه التصريحات في هذه المرحلة غض النظر عن منطلقاتها ودوافعها لكنها تخدم أجندة طرف واحد ليس هو السودان ..!
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي