أحزاب المعارضة.. ثمن باهظ للانقطاع
الأحزاب السياسية هي كائنات جماهيرية تقاس عافيتها باسمها وفعلها وحرفها.. ويقاس حجم وجودها بمدى تأثيرها وفعاليتها، وبالتالي فإن أخطر العلل التي تصيب الكيانات السياسية بأمراض الموت هي علة الانقطاع عن التواصل مع ساحة الجماهير أو عدم المواكبة ..
وما ينطبق على الأحزاب ينطبق بالقياس أيضاً على قياداتها كنجوم في الساحة السياسية ..
مثلا.. سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني السابق، الأستاذ المرحوم محمد إبراهيم نقد، كانت سنوات اختفائه الطويلة قد ظهرت آثارها السالبة على عافية خطابه السياسي وتأثيره ودرجة مواكبته لإيقاع ومزاج الحالة السياسية في مرحلة ما بعد خروج نقد من مخبئه وحتى رحيله عن الدنيا. حيث كان خطابه السياسي أقل تأثيراً وفعالية وقدرة على مخاطبة الساحة السياسية بالشكل المرجو من قيادي بخبرته وإمكانياته.. وكذلك الحزب الشيوعي الذي يعيش سنوات جديدة في سجل انقطاعه عن المشاركة والتواصل وعدم قيامه بدور مؤثر في حياة الناس.. سنوات انقطاع جديدة تضاف إلى سنوات طويلة قضاها الحزب الشيوعي السوداني في العمل السري في عهد نميري، فتراجع مستوى الحزب بتراكم تلك السنوات على عكس القاعدة الطبيعية بأن تكون خبرة السنوات قد جعلته حزباً أكثر تقدماً وأكثر تأثيراً ..
والآن يجب أن تكون قيادات تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض في السودان مدركة بشكل جيد للثمن الذي تكلفه لها مواقف المقاطعة للحوار والانتخابات.. والرفض لكل شيء..
عليهم الانتباه إلى حقيقة مهمة وهي أنه وبمقاطعتهم للانتخابات القادمة ستكون بعض هذه الأحزاب قد كتبت على نفسها عدم المشاركة في أية تجربة برلمانية لأكثر من ثلاثين عاماً متواصلة.. وتكون بعضها قد كتبت على نفسها عدم المشاركة في أية تجربة برلمانية منذ تكوينها وحتى الآن ..
وعملياً حتى ولو عادوا بعد ذلك لخوض أي انتخابات لن يكون لهم الوجود الكافي أو الثقة الجماهيرية التي تؤهلهم للوصول إلى مقاعد البرلمان ..
وعملياً أيضا فإن تمسك تلك القوى بخيار العمل السري والعمل تحت ظروف استثنائية يفقدها كقوى سياسية الفرصة في إنتاج كوادر جديدة وتطوير قدرات الكوادر القديمة بالتأهيل والممارسة ..
ماذا تفعل هذه الأحزاب داخل بيوتها التنظيمية الآن..؟!! باستثناء ربما حزب الأمة فقط لم أسمع بحزب أو حركة عقدت مؤتمراً تنظيمياً تختبر به حجم كادرها وقدراته أو تمتلك استعداداً وقدرة على ترشيح طاقم تنفيذي مؤهل ومواكب لشغل مناصب وزارية أو خوض انتخابات نيابية بجدارة وكفاءة وثقة كاملة في قدرات كادرها ..
الانقطاع عن الساحة يدمر الأحزاب.. وستنساكم الجماهير.. نقولها بمناسبة تجديد التحالف لخطاب الرفض والمقاطعة .
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي