أوقفوا العنف ضد النساء
غداً (الثلاثاء)، ستُدشِّن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، فعاليات الحملة القومية لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل، والتي تأتي في إطار الحملة الإقليمية لمنظمة دول البحيرات العظمى.
ولأنني من المهتمين بمكافحة العنف ضد النساء بكافة صوره وتجلياته أجد نفسي منساقاً للكتابة عن هذا الموضوع الحيوي المتصل بالحقوق الإنسانية والتنمية البشرية التي لن تكتمل ما لم نوقف نُفعل نصف المجتمع ونجعله قادراً على الحركة والعطاء، ولن يحدث هذا بالتعليم وشغل الوظائف فقط كما يتبادر في أذهان الكثيرين، ذلك ليس كافياً بالتأكيد، فكثير من النساء اللاتي حصلت على درجات أكاديمية عليا ووظائف قيادية مرموقة لا زلن يتعرضن لمعاملة قاسية، حيث يُنظر إليهن في كثير من الأحيان على أنهن محض (تمومة جرتق)، أو محض (ديكور)، يُزين المشهد الرجالي الطاغي من أجل الإشارة إلى لا عنف يمارس بحقهن وأنهن صرن كتفاً بكتف نظرائهم الرجال.
ولكن الناظر للمشهد وفقاً للتعريف القانوني لمصطلح العنف ضد المرأة المتعارف عليه دولياً، سرعان ما يُصاب بالخزي والحزن لما يحدث للنساء في بلادنا.
لا يخفى على أحد أن ثمة عنفاً جسدياً تتعرض له النساء في أماكن كثيرة من السودان، وإثبات ذلك لا يحتاج إلى أمثلة ودلائل، إذ أنه (على قفا من يشيل) خاصة في مناطق النزاعات والحروب، هذا علاوة على العنف اللفظي المنتشر في المدن، وهذا النوع من العنف يبدو مُرتبطاً بنسقِ الثقافة السائدة ومُتجذراً فيها حتى أننا لم نعد نشعر به، ونتعامل إزاءه كأمر عادي لا يستدعي وقفة ولا يسترعي انتباهة، فالعنف اللفظي من قبل الأزواج ضد زوجاتهم ومن قبل الإخوان ضد أخواتهم ومن قبل الموظفين ضد الموظفات أمر ملحوظ وممارس إلى الآن في مجتمعنا، وهذا النوع من العنف يتمظهر في أشكال شتى، منها السخرية من قدرات النساء على الإبداع في العمل والتقليل من كفاءتهن واعتبار إنجازاتهن ظلالاً وهامشاً وملحقاً لما يفعله الرجال.
على أيِّ حال، لا تتسع هذه المساحة للتداول حول كافة أشكال العنف ضد المرأة والطفل، لكن ذلك لا يمنعنا من انتهاز انعقاد الحملة القومية لمكافحة هذا العنف، للإشارة إلى ما يتعرض إليه الأطفال من عنف أسري ومدرسي متمثلاً في الضرب والتقريع واستخدامهم في الأعمال الشاقة في بعض الأحايين.
وبناءً عليه، نتمنى أن تسن قوانين واضحة تتمخض عنها عقوبات تطال من يمارسون العنف الجسدي واللفظي ضد النساء والأطفال، ودون تلك العقوبات لن نتمكن من القضاء على الظاهرة وسنظل نراوح مكاننا، ورشة تنعقد وندوة تنفض، وقوانين تُسن دونما فعالية أو أثر.
[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمانالحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي