عبد اللطيف البوني

الكبرني وسمحن


[ALIGN=CENTER]الكبرني وسمحن [/ALIGN]

شاعرنا الفحل المجيد محمد ود الرضي قال:
يشوفن توبتي في كامن ضميري ويمحن
عيونا من بياض وانتشارا سمحن
قلوبا ما انشون بنار غرامكن قمحن
الله يكبرن والكبرني وسمحن
فشاعرنا يريد القول انه كلما قرر التوبة من النظر والتغزل في البنات يظهرن له ويمسحن نية التوبة هذه من دواخله بعيونهن الفتاكة ويعود لعالم العشق، لا بل يقول ان القلوب التي لم (تنشوي بحبهن حقها راح) ثم يختم بالدعاء عليهن بما يشبه الحسادة بأن يشخن ويعجزن كما شاخ هو (هو ود الرضي براهو؟).
في هذه الرمية نود ان نتوقف عند المقطع الاخير والذائع الصيت بسبب الكابلي (الله يكبرن الكبرني وسمحن)، فالشاعر هنا يتكلم عن جيل بكامله وليس عن حسناء واحدة، فكثيراً ما سمعنا من اهلنا الكبار (والله بنات الزمن بقن سمحات سماحة شديدة) ونحن الآن اصبحن نقول نفس الشيء والتفسير النفسي لهذا الأمر هو ان قائله دائماً يكون قد تقدم به العمر وخرج من المنافسة ودخل في زمرة (الشايب دا الله بيني وبينه الشايب دا التقد ودعينه) كما كانت تغني المغنية الشعبية وان شئت الشعر العربي (تقول العازلات علاك شيب)، فالشايب يرى كل البنات الصغيرات جميلات لأن لديه مشكلة مع العمر.
نحن الآن امام تطورات تثبت فعلاً ان الاجيال الحديثة من البنات فعلاً جميلات لسببين بعيد وقريب، فالبعيد ان التجميل الذي تمارسه المرأة بدأ يدخل في جيناتها وبدأ يصبح وراثياً، فالاكتساب بمرور الزمن يتحول الى وراثة، ولكن في هذا يدخل المواليد كافة انثي وذكر، اما الغريب فهو تطور علم التجميل، ففي صحيفة «آخر لحظة» الغراء الصادرة يوم الاربعاء الماضي تقول خبيرة التجميل سماح المهندس (اكاديمية اليزابيث بلندن واكاديمية الخطيب بلبنان واكاديمية زانو بالصين) (دي كلها شهادات) تقول وبثقة شديدة ليست هناك امرأة قبيحة، اقرت الخبيرة ان الجمال نسبي، واضافت انه يمكن صناعته في عصرنا هذا وتحدثت حديث العارفين لاثبات دعواها.
هناك مقدمات كثيرة لعلم التجميل الحديث، فقد شهدنا تحكم الفتيات في أوزانهن، فهناك محلات الرشاقة وهناك (حبوب التشحيم) والمعروف ان الوزن يدخل في عناصر نسبة الجمال (يا موفورة الكفل) ثم عم الحجاب، فأزال الفوارق في الشعر(الديسو في درعو) أو (شفنا الشعر جار لحنتو التحتو) والآن البشرة تم التغلب عليها (حورية في السودان) والحكاية وصلت العيون والرموش والوجنات. طيب ياجماعة الخير اذا خرج الجمال من المنافسة واصبحت البنات كلهن جميلات اين نجد التميز (طبعا ما ممكن يكونن كلهن نسخة واحدة)؟ أكيد ان هناك معايير أخرى سوف تبرز وتسود وستكون متعلقة بتكوين المرأة النفسي والفكري. اكيد أي واحدة جميلة جمال طبيعي وما مزور) لن تستسلم لهذا الامر وسوف تثير الكثير من النقاط التي تقدح في الجمال المصنوع.
بالمقابل الرجال هم الآخرون اصبحوا كلهم شباب، فالعلم الحديث مثلما جمل كل النساء لم يقصر مع الرجال فأعطاهم ما يبيض وجوههم ويحفظ لهم ماءها (انا ما بفسر وانت ما تقصر)، فلو ادرك جدنا ود الرضي هذا الامر لقال (الله يسمحن السمكرني وسمحن) وكل جمعة والجميع بخير.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ1/8/2009)
aalbony@yahoo.com