عبد الجليل سليمان

عاصمة أفريقيا


[JUSTIFY]
عاصمة أفريقيا

أشارت (تايتو بيتول) إلى زوجها الإمبراطور (منليك الثاني) إلى جبل في الهضبة الإثيوبية قائلة: (هذا هو الموقع)!! حتى اكتمل تأسيس المدينة في العام 1886م على جبل (إنتوتو “Entoto”)، أكثر من (9.800 قدم) فوق مستوى سطح البحر. إنها (أديس أبابا) عاصمة إثيوبيا وأفريقيا كلها.

أديس أبابا أي (الزهرة الجديدة) هي عاصمة ومقر الاتحاد الأفريقي، وفيها المقر الدائم للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، ولعل ساحة (مسقل) أي (الصليب) تعتبر أشهر وأكبر الساحات. حيث ينعقد فيها مهرجان سنوياً نهاية سبتمبر من كل عام (ملينيوم). ومن أهم معالمها المكتبة الإثيوبية الوطنية، متحف الاثنولوجي الإثيوبي (القصر السابق)، متحف أديس أبابا، متحف التاريخ الطبيعي الإثيوبي، متحف السكك الحديد، المتحف الوطني للبريد وسوق ماركاتو، الذي يعد أكبر سوق مفتوحة في أفريقيا، ويحتل جزءً منه مسجد (أنور) الرائع، وتمثل كاتدرائية القديس جورج بجانب كاتدرائية الثالوث الأقدس معلمين مسيحيين بارزين.

زرت أديس أبابا لأول مرة لحضور فعاليات ورشة عمل نظمها البرلمان الأفريقي ما بين (19 إلى 21) من الشهر الجاري، فدهشت من دأب هذا الشعب العظيم واحتفائه بقيمة العمل وكرمه الفياض وحبه الكبير للسودانيين، لذلك (حقو نعيد النظر) في تعاملنا مع الإخوة الإثيوبيين الذين بين ظهرانينا، فمن يذهب إلى بلادهم يشعر بحرج بالغ إزاء نظرته إليهم (فيما لو كان سلبياً تجاهم).

الزائر إثيوبيا يلحظ بوضوح مشروعات البنية التحتية الضخمة، من طرق حديثة وقطارات (مترو) وسكن فاخر (شقق للفقراء)، وهذا دليل على أن هنالك تنمية اقتصادية ضخمة ونهضة قادمة، وهذا ما أشارت إليه بحسب تقرير سابق للزميل (محمود الدنعو) مجلة (جلوبال كونيكشن) الصادرة عن مؤسسة (تي، روي برايس)، بأن أثيوبيا تدخل ضمن خمس دول يعتقد بأنها الأكثر وعداً بالأمل في أفريقيا جنوب الصحراء، باعتبارها الدول الأكثر استعداداً وقابلية للاستفادة من احتمالات النمو الاقتصادي، وهذا ما أشارت إليه كل التقارير الاقتصادية الصادرة من صندوق النقد والبنك الدوليين، وتقرير النمو للأمم المتحدة للعام 2014م الذي أظهر أن معدل النمو في إثيوبيا بلغ 6.9%، توقعت بأن يحقق الاقتصاد السوداني معدل نمو ربما يبلغ 2.5 بالمئة في نفس العام.

على أي حال، فإن ما يحدث من تنمية في إثيوبيا أمر لافت للنظر، ويستحق ليس الثناء فقط، وإنما التأمل، خاصة وأن الاستثمار السوداني في إثيوبيا يأتي في المرتبة الثانية بعد الصيني، والقطاع الخاص السوداني يهاجر شرقاً. حيث التسهيلات الكبيرة والحوافز الضخمة والأمن والأمان وانخفاض الضرائب حد (التلاشي). وبهذه المناسبة ينبغي الإشارة إلى إثيوبيا تتضح في كهربائنا (200 كليو واط) سنوياً (هدية مجانية) للسودان، وسترتفع النسبة حال اكتمال سد النهضة.!!

لكن السؤال هو: أين كهرباء السدود السودانية، خاصة (سد مروي).. أم كان الأمر محض (هرجلة وصراخ) فكان السد عقيماً لا (ينجب).!؟

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي