المخدرات.. أخطر أسلحة الدمار..
بين أيدينا في «آخر لحظة» الآن أحد أهم وأخطر التقارير الجنائية في بلادنا، وهو التقرير الجنائي السنوي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات برئاسة الشرطة، وهو يضم معلومات مهمة حول إجمالي بلاغات المخدرات في البلاد، وعدد المتهمين الذين تم ضبطهم إضافة إلى الكميات التي ضبطتها قوات المكافحة، إلى جانب ملامح من إسهامات ومشاركات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ودور وإنجازات اللجنة القومية للمكافحة، مع تضمين التقرير لنماذج من أهم البلاغات خلال عام الرصد وهو العام 2013م.
أولاً لا بد لنا من أن نشيد بالجهود الشرطية والمجتمعية في مكافحة هذا البلاء الذين نعتبره أخطر أسلحة الدمار، لأنه يأكل قوة بلادنا من خلال استهلاكه للشباب طاقة وفكراً وعملاً.. ثم علينا أن ننبه ثانياً إلى خطورة هذا الداء الذي إن ضرب شباب بلادنا فإن الوصفة العلاجية غالية الثمن إن لم تكن مستحيلة، يتحمل تبعاتها وتكاليفها كل المجتمع.. أما بالنسبة للبلاغات في كل أنحاء السودان خلال العام 2013م فقد بلغت (6.946) ستة آلاف وتسعمائة وستة وأربعين بلاغاً، وهي أقل من العام 2012م الذي تجاوز عدد البلاغات فيه الثمانية آلاف وخمسمائة بلاغ، بما يعني أن جهود المكافحة أثمرت، لكن علينا ألا ننسى أيضاً أن أساليب التحايل قد زادت أيضاً، علماً بأن عام التقرير شهد ضبط ثلاثة عشر مليون وستمائة وتسعة وعشرين ألف وثمانمائة وسبعة كيلو جرام من الحشيش (القنب) بأقل من العام الذي سبقه بسبب نجاح خطط الإدارة خلال السنوات الماضية والقبض على عدد كبير من تجار المخدرات إضافة إلى التوترات الأمنية ببعض مناطق تهريب المخدرات وانتشار القوات النظامية بتلك الطرق، وهو ما يعيق حركة التهريب من ولايات الإنتاج إلى ولايات الاستهلاك والمدن الكبرى.
نحيي في «آخر لحظة» مجهودات الشرطة الموحدة في كل المجالات ونحيي جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، واللواء شرطة مكي محمد مكي ومعاونية ومساعديه لكننا نأمل في أن يتجه البرلمان من خلال لجانه المتخصصة لهذه القضية الخطيرة، وأن يتجه إلى إصدار التشريعات الخاصة بمحاصرة هذا الدمار المتجول بيننا، وأن يسن من العقوبات ما يصبح رادعاً فعلياً لكل من عمل في هذه التجارة المدمرة.. ونعد بفتح هذا الملف من خلال صفحات «آخر لحظة» خلال الأيام القادمة بإذن الله.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]