أسلاك شائكة أمام توجيهات الرئيس
كم هي عدد المرات التي دعا فيها السيد الرئيس البشير إلى مكافحة الفساد.. أليس من المفترض أن تكون خطابات الرئيس حين تتضمن مثل هذه الدعوات هي توجيهات مباشرة وواضحة يجب تنفيذها.. لماذا يحرجون الرئيس في كل مرة.. ومن هم الذين الذين يفعلون ذلك.. ومن هم أولئك الذين اعتادوا على ممارسة سلوك الإهمال المتعمد لهذه التوجيهات الخاصة بمحاربة الفساد تحديداً.. وما هي الأسباب وراء ذلك .!!؟
في فبراير ٢٠١١ وقبل آلية أبو قناية، أطلق البشير دعوته للمواطنين بتقديم ما لديهم من بينات حول شبهات الفساد.. وقال: ( على كل من يدعي بوجود فساد أن يقدم بيناته على ذلك) وقال: (يجب ألا نتستر على الفساد فهو مرض لو تفشى ستكون النهاية).. ثم أثير جدل إنشاء مفوضية لمكافحة الفساد وهاج الناس وماجوا بالجدل بين التأييد والرفض.. حتى تم تكوين آلية لمكافحة الفساد على رأسها دكتور الطيب أبو قناية الذي أمضى عاماً واحدا ًفي منصبه ولم يستطع خلال العام الذي قضاه رئيساً لهذه الآلية أن يفعل أي شيء، لأن الحكومة ربما عينته قبل أن تقتنع تماماً بالفكرة، لذلك أكمل العام يتلقى راتبه الشهري حتى تم إعفاؤه بخطاب شكر أنيق..!
في مارس من هذا العام الجاري، أكد الرئيس عمر البشير مجدداً ( أن المرحلة المقبلة ستشهد محاربة الفساد وإعلاء مبدأ المحاسبة ضمن منظومة متكاملة من الأجهزة والتشريعات وتأهيل الإعلام لذلك، مع الصرامة في ضبط الشائعات).. بل إن الرئيس كرر مثل هذا الخطاب الذي يؤكد فيه عدم سماحهم بتفشي الفساد.. كرره في عدة مناسبات أخرى، لكن شيئاً ما يمنع اندلاع هذه الثورة الحكومية التي تهدد المفسدين منذ سنوات..
شيء ما يقف وراء إبطال مفعول هذه التوجيهات ..
عفواً سيدي الرئيس، إن توجيهاتكم الكريمة حين تصدر تجعلنا نتفاءل ونستبشر خيراً في كل مرة، فما الذي يؤجل هذه الثورة.. ومن الذي يعيد سيف الحرب على الفساد إلى غمده في كل مرة ..!؟
لقد وجهتم بالأمس بإعداد منظومة شاملة ومتكاملة من التشريعات والآليات والأجهزة لإعلاء مبدأ المحاسبة العامة ومكافحة الفساد وتأكيد الشفافية المطلوبة، وتلقي أية شكاوى بالاعتداء على المال العام واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ولا نريد أن يتحول شريط التسجيل إلى أدراج الأرشيف مرة أخرى.. فأنتم تطلقون الرصاصة الأولى في كل مرة، لكن شيئا ما يحدث بعد ذلك يعطل مرحلة التنفيذ..!!
الاستفهامات التي نطرحها هنا تعبر عما يدور في أذهان الناس من تساؤلات حائرة.. هل هناك أية خطوات عملية تمت بخصوص التوجيهات الرئاسية السابقة حول مكافحة الفساد.. والآن هل سننتظر طويلاً.. أم أن هناك تغييرا وانتباهة حقيقية قد حدثت على موضع العلة، ومن ثم إزالة حواجز الأسلاك الشائكة التي تعطل مسار التنفيذ ..؟
نتساءل لأننا نريد أن نتفاءل ..
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي