مصطفى أبو العزائم

سيناريو الخروج


[JUSTIFY]
سيناريو الخروج

ثلاث ساعات إلا قليلا هو الوقت الذي أمضيناه نحن مجموعة من رؤساء تحرير الصحف السودانية وقادة الأجهزة الاعلامية، وممثلي الفضائيات ووكالات الأنباء الاقليمية والعالمية يوم الثلاثاء الأول من أمس، في أول لقاء شامل مع السيد وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الله حمد الأزرق حول واحدة من أخطر القضايا التي تشهدها ساحات العمل السوداني الخارجي هذه الأيام، وهي قضية تصعيد الأزمة مع القوات الأممية المشتركة «اليوناميد».

ثلاث ساعات استمعنا فيها للسيد السفير الأزرق وللسيدين السفير جمال الشيخ مدير ادارة السلام بوزارة الخارجية وللسفير الدكتور يوسف الكردفاني الناطق الرسمي باسم الخارجية.. لكنها كانت أيضاً فرصتنا لأن نسمعهم ما يدور في أذهاننا، ونوضح آراءنا حول كثير من القضايا، وتعامل الحكومة معها، وهو تعامل لا يأتي في سياق الحدث دائماً إلا بصورة متأخرة، وهذا يضر ببلادنا كثيرًا.. فالسياسة هي علم الاحتمالات المختلفة، والتعامل مع كل ما هو متوقع بما يحفظ كرامة الوطن ولا يضر بمصالحه.. ولكن..

الحكومة الآن والبرلمان والاعلام والرأي العام كلها تتجه نحو تأمين سيناريو الخروج لقوات اليوناميد، والجميع يأمل في أن يكون خروجاً بلا عودة.. ولكن..!

لم يصدر قرار طرد اليوناميد رسمياً حتى الآن.. وإن كانت كل المؤشرات تقول بذلك، خاصة بعد قضية تابت ومزاعم عمليات الاغتصاب في تلك القرية الدارفورية الوادعة التي لم يثبت حتى الآن أن حادثة إغتصاب واحدة وقعت بها ودونت في محاضر الشرطة هناك.

القرار سيصدر.. فقد قلت للسيد الوكيل أننا نستشف من حديثه ما سوف يحدث واننا نتوقع ثلاثة أحداث أحدها مؤكد وهو طرد قوات اليوناميد، اما الحدثان الآخريان فهما محتملان، ويرتبط وقوع أحدهما بالآخر.. وهما أن مجلس الأمن سيتحرك من خلال بعض عضويته التي تضمر العداء للسودان للدفع بالأمم المتحدة نحو تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول لها التدخل بالقوة المسلحة في دارفور.. ثم الحدث الثالث المحتمل هو الاستمرار في التصعيد الاعلامي حتى يقتنع العالم بأهمية وضرورة التدخل العسكري في دارفور على غرار ما حدث في العراق وليبيا.. لكن ..

للأسف الشديد حكومتنا تستبعد مثل هذه الاحتمالات، ولا زالت تؤمل خيرًا في الخصوم.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]