جمال علي حسن

معتز موسى.. بِتؤول كلام زي الفُلْ


[JUSTIFY]
معتز موسى.. بِتؤول كلام زي الفُلْ

ما يجعلنا نتفاءل كثيراً بتحريك ملف المياه وإبلاغ السودان لمصر بحاجته لحصته في مياه النيل، هو أن هذا الطلب سيجعل السودان أكثر عزماً على الاستفادة من مياهه المستدانة تلك.. فليست القضية قضية (حسادة) أو مكايدة أو هي من باب (المعاكسات)، لأن الطلب تم تقديمه في ظروف تقارب وتوافق وعلاقة ثنائية ممتازة على مستواها الرسمي..

طلبتم حقكم في مياه النيل يا سيد معتز، فهذا يعني مضاعفة الجهد مرات ومرات حتى تنجحوا في توظيفه وتحويل الحصة المائية المستردة زرعاً وخضرا..

ولعل الغيرة من حسن استخدام الآخرين لمواردهم ربما ستمثل دافعاً مهماً لنجاح السودان في توظيف موارده المائية في مشروعات إنتاجية يمكن أن نحقق بها الاكتفاء.. وننتقل بها من مرحلة العجز إلى مراحل التصدير والانتعاش..

الغيرة الإيجابية مهمة لتحقيق النجاح ولا أعني الغيرة السلبية أو الحسد.. نحن في أمس الحاجة للاستفادة من كل الفرص والإمكانيات المتوفرة لدينا.

الحصة المائية المهملة التي تستدينها منا مصر منذ عام ١٩٦٠ آن الأوان كي نستفيد منها لرفع شأننا الإنتاجي.. ولتكن حساسية الملفات الخلافية بين مصر والسودان هي التي أشعلت فينا تلك الرغبة في الحفاظ على بقية حقوقنا.. لا ضير.. لكن يجب أن ننظر لثورة معتز موسى الوزير المتميز وجرأة مواقفه على أنها الوقود الإيجابي للدفع بعجلة الإنتاج ولا ننظر إليها بالعين الأخرى التي ترى فيها محاولات لخلق أزمات أو إثارة مشاكل مع مصر ..

مصر كفاها تلك ( الألف مليار متر مكعب) التي يقول دكتور سلمان إنها إجمالي حصتنا المائية التي استدانتها مصر منذ الاتفاقية ..

إن مطالبة السودان بحصته السنوية الكاملة من مياه النيل الآن لا يجب أن يكون على سبيل المناورة أو استخدام كرت ضغط على مصر لتحسين مواقف السودان التفاوضية حول الملفات الأخرى، بل يجب أن تكون مطالبة جادة وعلى أرضية التفاهمات والتقارب الجديد بين البلدين بعد مخرجات زيارة البشير للقاهرة.. ( كل شي بي دربو).. يذهب الوزير ياسر يوسف ووفده الإعلامي الكريم.. لا تقاطع بين ذهابهم واتفاقياتهم وبين مطالبة وزير موارد مائية بموارده المائية كاملة تحت يده حتى ينجح في تنفيذ خططه التي يحدثنا عنها.

لا تقاطع ولا مكايدات ولا ابتزاز في المطالبة بالحقوق المثبتة.

نحن نتفاءل بالهدف النبيل من تحريك هذا الملف بالذات حتى ولو كان الدافع هو الحفاظ على الحقوق، لكن النتيجة ستكون هي مضاعفة الجهد والحماس لإقامة مشروعات زراعية جديدة.. وتحقيق الاستفادة من حقوقنا المائية التي أهملناها طوال السنوات الماضية، لأننا تكاسلنا حتى عن توظيف ما عندنا من موارد مائية دعك من البحث عما تستدينه مصر من السودان من مياه تعرف هي جيداً كيف تستفيد منها..

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي