جمال علي حسن

موسيفيني.. الفيك بادربو


[JUSTIFY]
موسيفيني.. الفيك بادربو

المهمة المكشوفة للرئيس اليوغندي يوري موسيفيني هي محاولة تقنين الدعم الذي تجده الجبهة الثورية من جنوب السودان بوساطة بعض مراكز النظام الجنوبي الذي يرفع رئيسه الراية البيضاء للخرطوم بينما هو عملياً غير قادر على ضبط مؤسساته على أرض الواقع في ظل ماتعيشه بلاده من فوضى واحتراب ..

وإلا فمن أين يأتي السلاح الذي تحصل عليه الجبهة الثورية؟ هل ينزل إليهم مع المطر ببركات (الكجور) مثلا..!

موسيفيني الذي يقدم دعمه السخي لتغذية القتال في السودان يعرف أن موقف الجبهة الثورية أصبح ضعيفاً جداً وأن اعتمادهم الوحيد الآن على الإمداد والدعم المتقطع وغير المباشر وهو بالطبع أقل من حجم الدعم الذي كانوا يحصلون عليه في السابق.. أو الذي من الممكن أن يحصلوا عليه في حالة تدهور العلاقات بين السودان وجنوب السودان..

وحلم موسيفيني بإقامة إمبراطورية التوتسي في وسط أفريقيا هو حلم قديم لا يزال يعمل بمساندة من أمريكا وإسرائيل من أجل تحقيقه.. وبالتالي فالرجل هو الوكيل الحصري للصراعات والحروب في المنطقة وأولها الصراع الدائر في دولة جنوب السودان أي كما يقول المثل (الفيك بادربو)..

وموسيفيني هو الذي يحتفل بالحرب الدائرة في السودان ويدعمها ويحتضن الجبهة الثورية في كمبالا ويعلم تماما أن الخرطوم لا تثق به إطلاقاً وقد رفضت مساعيه للوساطة مع حركات دارفور العام الماضي وكذلك رفضت الخرطوم محاولة أخرى في مطلع هذا العام للوساطة مع المسلحين لأن كل تلك المساعي تصدر من خصم بائن يريد أن يرتدي عباءة الحكم ..

تصريحات موسيفيني هي محاولة لتأزيم العلاقات مع دولة الجنوب بهدف إنقاذ الجبهة الثورية من ورطة الحصار التي تعاني منها فما تتلقاه الجبهة الثورية من دعم يأخذ الآن في التناقص لدرجة تقترب من التجفيف الكامل ولا مخرج لها في الميدان إلا بإعادة فتح مخازن سلفاكير على مصراعيها من جديد ولا أظن أن سلفاكير يستطيع فعل ذلك الآن ..

وفي اعتقادنا أن التفاوض مع قطاع الشمال لو استمر طويلا دون التوصل إلى نتائج فإن جولاته في وقت من الأوقات ستكون جولات تفاوض مع رؤوس تجرجر جسداً واهناً أو ميتاً.. وليس هذا تمنيا بل الواقع يقول ذلك ويؤكد أن حلقات الحصار تضيق عليهم لكنهم يكابرون.. من الأفضل لعرمان أن يركز جيداً وينظر لأوضاع الميدان فنوافذ شيراتون أديس المظللة قد لا تعينه على النظر بوضوح.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي