عبد الجليل سليمان

في أحوالنا هذه.. الطلاق خير تسوية


[JUSTIFY]
في أحوالنا هذه.. الطلاق خير تسوية

والله بالغت يا محفوظ بشرى..

– “هنالك مشعل عملاق يتوهج حيث غُرس في أرض الساحة الخالية، هو مصدر الظلال الغامضة التي أثارت هلعك”. “والرجل يقترب من المشعل ويقف. ومن بعيد يقترب الرجل الآخر، المشكلة مع هذه الظلال هي أنك لا تتبين أي وجه من هذه الوجوه، فقط ترى القامات وتدرك أنها فارعة وقوية”.

– كيف تهديني يا (محفوظ) في هذه الظروف بالذات كوني غير مثقف ولا مطلع كما ينبغي مذ صرت صحفياً، رواية ضمن سلسلة اسمها ما وراء الطبيعة لرجل يدعى “د. أحمد خالد توفيق”. تصور (كدت أضحك)، مما بدا لي أنك (تستطفلني، وتسترهقني) من (طفل ومراهق)، بإهدائك هذا.

– ثم والحافلة تمضي بي، أخرجت (أسطورة الرجال الذين لم يعودوا كذلك) (هذا عنوان الرواية الميتافزيك) من جيبي، ويداي ترتجفان فربما يضحك عليَّ الجميع ويظنون بي الظنون كوني راشداً في (رواية طفل).

– لكنني سرعان ما (كجيت وتدي) ونصبت خيمتي حتى اضطررت إلى دفع ثمن تذكرة أخرى (إياب) حيث نبهني الكمساري أن هذه (آخر محطة)، بينما أقطن أنا في (ثاني محطة).

– وقبل أن أعود من (ما وراء الطبيعية)، دعوني أنقل إليكم عبارة أخرى علاوة على الأقواس مبتدأ الزاوية، “مع حفيف الثياب، جاء صوتها من وراء الباب يقول في عصبية: إن الطلاق خير تسوية”.

ونرجع للظلال الغامضة التي أثارت هلع صاحبنا لأنها لا تبيِّن الوجوه، وإنما (أشباح القامات) هي من تجعلك تتأكد أنها فارعة وقويّة.

– وكما أدخلتك العبارة (أعلاه) طراودة ما وراء الطبيعة، أخرجتك منها إلى (الطبيعة البكر)، فنططت قُدامك قامات وطنية وسياسية وغنائية وصحفية و.. و..، فانخلع قلبك حين بدت وكأنها مشاعل صغيرة لا تتوهج إلاّ في خبوئها وأفولها. ما استعصى عليك تفسيره إنك لم تر أنها فارعة وقوية، حتى أن جارك في (البص)، بص الوالي الأخضر، سألك من جهة لم تتوقعها “مالك يا أخوي سارح كدا؟”، فنهضت من جواره وأنت تردد “المشكلة في الظلال”، وجلست قرب امرأة عجوز لها رائحة حلبة ربما (كركدي).

ما نراه الآن وهنا، ليس الحقيقة، نرى الظلال ونظن أنها الأصول، ونمكث وقتاً طويلاً لنكتشف (بعد فوات الأوان) أن الحقيقة ليست ما يجري أمامنا، وأن كل شيء هنا (مزور) – على نحو ما حتى تلك العجوز قالت إنها تكره الحلبة وإن ما (تنطلق) من بين مساماتها رائحة كركدي، وصدقنا.

تعرف.. يا محفوظ، أحسن حاجة يعملها (واحد مثقف جذري) زيي أنا، هي أن يضع بعض الحلبة على كركدي الظلال المنبثقة من أشباح (تقرأ أشباه لمن استطاع سبيلا)، ثم يقول في عصبية: “إن الطلاق خير تسوية”.

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي