قطار الشوق و..( الشوك )
:: السفر لتغطية أي حدث حكومي أو مٌعارض – بالولايات – يُقيدك بحيث لا ترى (حدثاً آخر)..ولذلك، رحلتنا – 17 إعلامياً – إلى عطبرة كانت بلا قيود..فالدعوة كانت – بلا وسطاء – من أنفسنا و إليها..وكذلك هدف الرحلة بلا أجندة، ليبحث من يشاء ما يشاء من القضايا.. وقبل الموعد، لم نتفق إلا على السفر بالقطار، و التأمل في حال السكة حديد، و زيارة أسرة الراحل المقيم حسن خليفة العطبرواي، ثم ندع الأقدار ترسم بقية مسار الرحلة و تُخطط أهدافها..وقد كان لنا ما أردنا، وعٌدنا بما لم يكن في خواطرنا ..!!
:: بمحطة الخرطوم بحري، قطار النيل المتوجه إلى عطبرة بلا زحام ..عدد الرُكاب أقل من مائة راكب، وسعر التذكرة ( 51 جنيهاً)، ولهذا سألت عن العائد الإقتصادي لهذا القطار و إن كان العائد يُغطي تكاليف التشغيل، فأجاب المهندس الشاب : ( قطارنا يسع ثلاثمائة راكب، ولا يتحرك بهذه السعة إلا في أيام العيد والعُطلات التي تشهد زحاماً، ومع ذلك يحقق الغاية الخدمية المطلوبة)..وعليه، تلك هي الغاية العظمى من أي ناقل وطني – جوياً كان أو برياً أو نهرياً وبحرياً – بأي وطن، أي خدمة الفرد أو الجماعة بغض النظر عن (الأرباح والخسائر)..فالخسائر والأرباح يُنظر لها في إطار الخُطة الكلية التي تشمل إدارة وتشغيل المشاريع الأخرى، ومنها قطار البضائع على سبيل المثال..!!
:: ورغم ذلك – أي رغم أنه لايتحرك من و إلى عطبرة بكل السعة – يشهد قطار النيل بعض المتاعب ..يتفاجأ السائق ب( كوم حصى)، ويتوقف بعد أن كاد يعرض الركاب للموت والجرح..ثم يتفاجأ بقطعة حديد تعترض المسار، فيتوقف ولكن بعد كاد ينحرف بالقطار عن مساره.. ةوهكذا..يُمكن وصف ما يحدث بمحاولة تخريب أو تعطيل، ولكن لماذا؟..قطار النيل لا ينقل جيوشاً من و إلى عطبرة، لنتهم حركات التمرد..ولا يُوجد قطار خاص ومنافس لهذا القطار العام لنتهم أصحابه.. فمن هم الذين تضرروا برحلات هذا القطار لحد التفكير في تخريبه وقتل وجرح من فيه ولو كان طفلاً ؟..فالإجابة بحاجة إلى الرقابة والتحري، ثم العقاب الرادع ..!!
:: وبالمناسبة، عدد الذين يسافرون من إلى وعطبرة يومياً يتراوح ما بين (2500 و 3000 مواطن)، حسب إحصاء إدارة ميناء عطبرة البري.. وبما أن سعة قطار النيل لا تتجاوز ( 300 راكب)، فلا يُعد هذا القطار- بهذه السعة المحدودة – منافساً لأصحاب البصات، ولهذا يجب البحث عن المخربين في تلك الفيافي.. ثم كان على إدارة الهيئة أن (تعقلها) قبل أن ( تتوكل)، فالشاهد أن المسار الحديدي – الموازي لبعض القرى والمزارع – بلا أسوار تحميه من حركة المارة والسيارة، وكذلك تحمي أطفال و الأنعام من مخاطر السير في (مسار القطار)..أهل السودان بأحياء المدائن يغلقون الطرق حين تهدد حياتهم وأطفالهم لتنبيه شرطة المرور لعمل الإشارات والإنشاءات الوقائية.. !!
:: وعليه، ربما ما يحدث لقطار النيل – من محاولات التعطيل – نوع من (طلب الوقاية أيضاً)..ولذلك، بجانب الرقابة والتحري والعقاب، على الهيئة ألا تغفل تسوير كل المسارات المجاورة للقرى والمزارع..(310 كلم)، هي المسافة بين الخرطوم وعطبرة، وبما أن سرعة قطار النيل ( 120 كلم في الساعة)، فأن زمن الرحلة – بما فيه التوقف في محطة شندي – ما كان يجب أن يتجاوز ( أربع ساعات)، ولكنه حالياً يقترب الزمن إلى ( 7 ساعات)، لأن سرعة قطار الشوق لم تتجاوز ( 70 كلم في الساعة)، وذلك تحسباً لما قد يوُضع في مساره من ( أشواك).. وصلنا عطبرة، فكيف حال الحديد والنار والنضال؟، وكيف حال الناس؟.. من هنا، يتواصل الحكي ..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]