جمال علي حسن

الصادق.. الأقرب إلى لسان وقلب الرئيس


[JUSTIFY]
الصادق.. الأقرب إلى لسان وقلب الرئيس

للمرة الثانية يخصص الرئيس البشير حديثاً أو رسالة خاصة خلال حديثه موجهة للسيد الصادق المهدي، وتأتي ضمن خطاب يهتم في مضمونه بتوضيح مواقف ومبادئ ومفاهيم عامة حول القضايا والملفات المختلفة بصفة التعميم باستثناء الصادق بالصفة الخاصة.

وحديث البشير برغم ما فيه من قطعية ووضوح ونوع من الشدة تجاه المهدي لكنه يتضمن نوعاً من الاهتمام الخاص بالصادق كقيادي معارض كانت الحكومة تراهن على وجوده ودوره.

الرسائل الخاصة سالبة كانت أو موجبة لكنها تعبر عن خصوصية المخاطب وتعكس نوعاً من الاهتمام به وتمييزه بشكل خاص.

الصادق لم يجِد إدارة هذه المساحة وتوظيفها بهدوء لتحقيق مكاسب وطنية يطالب بها هو أو آخرون غيره لكنهم لا يتمتعون بالثقة التي كان يتمتع بها الصادق قبل دخوله في حالة الترحال والانتقال والشكوى المتجولة بين العواصم والمدن.

سيدي الصادق المهدي كنت أنت الأقرب لتحقيق الكثير من الأهداف السياسية التي (ستفتها) داخل حقيبة المغادرة من البلاد.. وكنت الأكثر قدرة على التعايش مع أجواء الإنقاذ والتأثير فيها وتطوير حالتها نحو الأفضل دون الحاجة لـ(دبشك) أو بندقية أو إعانة غربية..

والآن التشريعات التي يتحدث عنها الرئيس البشير أمس ويقول إنها توفر الضمان لكل شخص أو مجموعة ترغب في السلام ووضع السلاح وأنهم لن يتعرضوا للمساءلة في حال وضعوا السلاح، هذه التشريعات لابد أنها ستحمي الصادق المهدي أيضاً إذا قرر العودة غداً للبلاد.

الفكرة ليست تهديدا ولا تأديبا ولا تأليبا، كلها مفردات مجربة وغير مجدية، فجولات المهدي في العواصم لن تغير شيئا في مواقفهم تجاه حكومة لها ٢٥ عاماً في السلطة يعرفونها تماماً ولا يحتاجون عرض (بروجكتر) جديدا من الصادق المهدي أو غيره كي يتمكنوا من تحديد موقفهم منها.

ولمن ستشكو أصلاً؟ هل تشكو لمصر التي برَّأ قضاؤها حسني مبارك ورموز نظامه أمس؟.. وما علاقتهم بالديمقراطية أو العدالة أو الحريات من الأساس؟

ومع من تريد أن تلتقي في أديس أبابا سيدي الصادق؟ هل تريد اللقاء مع عرمان الذي يتجاوز حسب فكرته كل طابور القوى السياسية مجتمعة ويصر على أنه وحده كقطاع شمال هو الوكيل الحصري لقضايا الشعب السوداني ضارباً بكل عمامات القوى السياسية الأخرى عرض الحائط؟

حملة السلاح الذين يجتمع بهم الصادق في أديس لا يكتفون فقط بعدم الاعتراف بوزنه أو دوره السياسي لكنهم يحتفظون بقدر من عدم الثقة في الصادق تحديداً حتى ولو وقع معهم بعد إعلان باريس إعلانا وإعلانات أخرى بأسماء كل مدن أوروبا وأمريكا.

هم يحتفظون بإدانة كاملة للصادق المهدي لا تقل كثيراً عن إدانتهم للمؤتمر الوطني وقادة السلطة الحاكمة.

لا تزال أمام الصادق مساحة وفرصة للمساهمة في صناعة المرحلة القادمة وترتيب أوراق التطور الديمقراطي المنشود بشكل أسهل وأفضل وآمن للوطن والمواطنين من طريق البندقية، فرصة الصادق المتميزة لا تتوفر لأي سياسي معارض آخر.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي