[COLOR=blue][ALIGN=CENTER][SIZE=4]الأطفال مجهولو الأبوين[/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR]
الأطفال مجهولو الأبوين من القضايا الاجتماعية المعقدة جداً لاعتبارات تلازم الوصمة التي تلحق بهؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم فيما أقترفه أبواهما.. مسؤولية هؤلاء ليست محصورة على الدور التي تأويهم أو الملاجيء التي تحتضنهم والتي توفر لهم البدائل للحياة الطبيعية.. هي مسؤولية مجتمع متكامل من محراب الأب متصلب القلب والأم القاسية التي القت بفلذة كبدها التي كانت نتاجاً لعلاقة خارج مؤسسة الزواج، في قارعة الطريق ليصبح مجهول الأبوين ومجهول المصير.. وإن كان على هذه الدور القيام بدور الأسرة البديلة إلا أنه بصورة عامة هي أيضاً لها صعوباتها اذا ما أصبحت في حد ذاتها كمهنة يقوم العاملون فيها بدور الموظفين والعمال دون اعتبار للنواحي الإنسانية أو النواحي العميقة لطبيعة وحساسية ما يتعلق بهؤلاء الأطفال أو لأنها قد تكون مثل هذه الدور مدعاة لاستمرارية هذه الظواهر من قبل الآباء والأمهات الذين يفرخون هؤلاء «المجاهيل» المصير.. لذا هذه الدور تحتاج لمصاحبة دورها الأسر البديلة بخطط إستراتيجية تقلل فيها من تنامي ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين، وذلك من خلال تقديم التجارب والصعاب التي يواجهها هؤلاء الأطفال في المجتمع وعرضها عبر برامج التوعية وعبر الإعلام لتسليط الضوء على حجم المعاناة وحجم الذنب والإثم الذي يقوم به هؤلاء «المفرخون» ذوو القلوب الجوفاء.. أما ما يلي آليات «أمن المجتمع».. بدلاً عن الدور العقابي، الأولى تبني رفع الوعي بالإنحرافات السلوكية التي مصيرها دائماً هو تغذية «دور مجهولي الأبوين»، وذلك عبر خطط واعية تهدف لتحسين السلوك والإلتزام بمؤسسات الزواج.. عبر تسهيلات ليس بتوفير الشنط مثلاً في الزواج الجماعي ولكن بتوفير وتسهيل إيجاد المسكن الذي يعتبر أول لبنة في اجتماع شتيت هذه المشكلة، تمليك وسيلة للعيش الشريف لتكن هناك حياة شريفة وهي أيضاً مسؤولية الدولة والمجتمع ككل.. أيضاً ليكن هناك وعي كامل وعفة في المجتمع لابد أن توجه طاقات الشباب بصورة مفيدة وموجبة بدلاً أن تكون سهلة النهب للنزوات والشهوات.. رب نزوة واحدة يكون نتيجتها طفلاً يقاسي مدى عمره العار والإمتهان والذل.. هذه القضية قضية متشعبة جداً والإسلام قد جعل في عقوبة الزنا ما يخيف الآخرين من تكرار الفعل المنحرف. آخر الكلام: ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين فتحوا أعينهم على واقع لم يكن لهم الحق في اختياره ولم تقترف أيديهم ما يجعلهم تحت وصمة العار التي تلاحقهم أينما حلوا وحيثما ارتحلوا!!
سياج – آخر لحظة الثلاثاء 04/08/2009 العدد 1077
fadwamusa8@hotmail.com