جمال علي حسن

حتى لا يعود.. برلمان زعيط ومعيط


[JUSTIFY]
حتى لا يعود.. برلمان زعيط ومعيط

الحقيقة المهمة هي أننا وبعيداً عن النظرة الكلية لقيمة البرلمان ووزنه السياسي الذي يقاس بدرجة التنوع في التوجهات والآراء ووزن الكتل السياسية والمواقف تحت قبة البرلمان وبالتالي يقاس بنسبة المشاركة الحزبية فيه لكن الواقع يقول إن هذا الجانب ليس هو الجانب الوحيد أو الشرط المطلوب أو هدف المواطن الذي يريد برلماناً يسعف حاله ويحميه من الوحل و(الورم) الذي يعيشه، هذا المواطن يحتاج أولا ًلتطوير البرلمان كمؤسسة تشريعية تحكم النظر في سن القوانين التي توفر له الرعاية والحماية ومراقبة الأداء التنفيذي وإصلاحه.

والشرط المطلوب لإحداث ذلك يتوقف على نوع ومستوى النواب الموجودين داخل البرلمان غض النظر عن توجهاتهم السياسية لأننا نجد أن برلمان الحزب الواحد نفسه يمكن أن يقوى اليوم ويضعف غداً بحسب مستوى فهم وقدرات النواب الموجودين فيه.

ما نعيشه اليوم ونعانيه من مشاكل وقضايا خطيرة.. أوبئة وأمراض وسياسات اقتصادية وضعف أداء تنفيذي وفساد وتدهور في الخدمات الصحية والتعليم وحماية المستهلك كل تلك المشاكل لا تحل بمجرد مشاركة الأحزاب وتمثيلهم بشكل مكتمل تحت قبة البرلمان، بل تحل بحسب نوع ومستوى هؤلاء النواب كعقول وأصحاب أفكار والذين من المفترض أن نكون قد اخترناهم بأنفسنا لكن وبسبب عزوف الكثير من المواطنين عن المشاركة في الانتخابات على مستوى الترشح والتصويت تنجح قوائم أحزاب محددة في الوصول بسهولة الى البرلمان.

انسوا شيئا أسمه أحزاب تماماً هذه المرة لو كنتم قد فقدتم الأمل فيها وانسوا شيئاً اسمه الحزب الحاكم نفسه لو كانت لديكم تحفظات عليه وعلى قائمته الانتخابية لكن يجب أن نشارك جميعنا ونزاحم بقوة في توصيل نواب يمتلكون القدرة والدراية بمهامهم التشريعية، لأن العزوف عن المشاركة في الانتخابات القادمة سيعيد لكم أمثال النائب حسب الرسول مرة أخرى.

قدموا شخصيات مستقلة زاحموا بها تلك القوائم الحزبية.. شخصيات وطنية منكم وفيكم تختارونها من قراكم ومدنكم ومن داخل أحياء الخرطوم فباب الترشح للانتخابات ليس حكراً على أحزاب مشاركة أو أخرى مقاطعة.

علموهم أيها الناخبون أن الشعب السوداني يمكن أن يتجاوز بوعيه هذه (الحفرة) ويتقدم لإصلاح البرلمان وتقوية صوته التشريعي الذي يمكن أن يلبي كافة مطالب المواطنين.

من الذي قال إن البرلمان حين يقاطعه (أبو عيسى) فإنه بالضرورة أن يحتله (أبو موسى) مثلاً؟ من الذي قال إن تطوير وإصلاح المؤسسة التشريعية وانتزاعها لصلاحيات أكبر يتوقف على عودة فلان أو مشاركة علان؟..

البلد مليئة بالشخصيات الوطنية المخلصة غير المنتمية بل الكارهة للتحزب فامنحوهم الفرصة.

نريده برلمان مستقلين يتم الترتيب له منذ اللحظة وليدخل فيه من الأحزاب المشاركة من يستطيع أن ينافس..

نريد من الناخبين أن يهددوا بوعيهم الأحزاب والحزب الحاكم نفسه حتى يقدم قائمة لها قيمة ولا يعود لنا زعيط ومعيط نواباً يمثلون دوائر لم يكلفوا أنفسهم حتى بزيارتها بل يقضونها جدلا فارغاً حول لاعب الشطرنج السوداني الذي نازل لاعباً إسرائيليا وحكاية (الكوندوم).. لتمر من تحت أيديهم أسوأ القوانين وتتراجع الصحة ويتدهور التعليم ويفشل قطاع الزراعة ويحترق قطاع الصناعة وهم في تهويماتهم وتنظيراتهم التي لا تستحق أخبارها حتى المشاهدة أو الاطلاع.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي