جمال علي حسن

رسوم الترخيص.. هي المميتة


[JUSTIFY]
رسوم الترخيص.. هي المميتة

شرطة المرور تقول إن أكثر من 60 بالمائة من السيارات التي تستعمل الطريق في الخرطوم غير مرخصة، أي غير مفحوصة فنياً من حيث صلاحيتها للاستخدام.. وبالطبع غير مؤمنة لأن الترخيص وفحص المركبة وتأمينها هي إجراءات مرتبطة ببعضها.

السبب معروف وهو ارتفاع رسوم الترخيص.. ولا يجب أن تخرج لنا شرطة المرور بخبر يظهرها بصفة الإشفاق الشديد علينا والحرص على حمايتنا كمواطنين من الحوادث المميتة التي تقع بسبب عدم صلاحية المركبة التي تدهسنا في حين أنها تنتظر أصحاب المركبات في نافذة ترخيص برسوم مالية تعطل نبض القلب، وسدادها هو الشرط الوحيد لفحص السيارة وتأمينها ومنحها أوراق الترخيص لمدة عام.. بصراحة أنتم السبب ..

والشرطة التي وجدت مجالا من التفكير والوقت جعلها تقوم بإجراء إحصائيات ومسح عام لمعرفة نسبة السيارات غير المرخصة.. لماذا لم تستثمر الشرطة هذه الفرصة وتتعرف أيضاً على الأسباب التي جعلت هؤلاء يخاطرون بحياتهم ويهددون حياة المواطنين وهم يقودون سياراتهم دون ترخيص ولا تأمين ولا فحص ولا فرامل ولا هم يحزنون ..؟

60 بالمائة نسبة كارثية ويجب أن تجعل شرطة المرور تقوم بمراجعة إجراءاتها وتحديداً رسومها المالية، لأن القضية ليست (كسر رقبة للمواطن) أو عقاب على امتلاكه سيارة ..

وإجراءات الترخيص الهدف منها بالأساس هو السيطرة على مواصفات العربات التي تستخدم الطريق وحصرها والتأكد من صلاحيتها وأهلية سائقها..

الحكاية ليست نافذة لمص الدم وإذا كانت هذه الرسوم طبيعية ومعقولة، فإن من مصلحة صاحب العربة أن يوفق أوضاعه حتى يقود سيارته بأمان واطمئنان وليس بطريقة.. ( توم آند جيري ) التي نراها في الشوراع ..

60 بالمائة نسبة خطيرة ومروعة ومرعبة وتعني أن السير على الأقدام في الخرطوم يشابه التقدم على خطوط النار في الحرب..

و60 بالمائة من السيارات غير مرخصة هذا يعني أنها غير صالحة، لأننا لا يجب أن نحسن الظن بها بلا منطق ولا ضمانات ..

الخطوة الصحيحة والتي باتخاذها ستستغنون حتى عن حملة حجز هذه السيارات.. الخطوة هي تخفيض رسوم الترخيص للحد الأدنى الذي يتناسب مع قدرات الناس وإمكانياتهم، فهي رسوم رمزية من المفترض وليست جبايات .

فالستون بالمائة بمثابة نتيجة استفتاء على عدم تناسب تلك الرسوم وعدم قدرة الناس على مقابلة وسداد تلك الجبايات الباهظة.. ابحثوا لكم عن بديل لهذه الجبايات بعيداً عن أرواحنا وأرواح أطفالنا.. ثم لا تعودوا مرة أخرى وتحدثوننا بعينٍ مشفقة علينا قبل أن تصححوا هذا الوضع الغريب .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي